توات مركز اشعاع حضاري
يقع اقليم توات جنوب غرب الصحراء الجزائرية وتبعد عن العاصمة بحوالي 1500كم ، ويرجع اصل تسمية توات الى الإتاوات وهي المغارم التي رفعت لملوك الموحدين ودلك حسب الشيخ محمد باي بلعالم رحمة الله عليه ، وهناك من المؤرخين من يرى الى ان اصل التسمية يعود عهد عقبة بن نافع الفهري عندما وصل خيله الى حدود سجلماسة سنة 62هـ فسال اتباعه هل تواتي هذه المنطقة لنفي المجرمين من عصاة المغرب لينزله بها وتغير اللفظ لضرب من التخفيف واصبح توات ، وشكل الإقليم همزة وصل تربط شمال افريقيا والسودان الغربي عن طريق القوافل الذاهبة والآتية ومع هده القوافل اطلع التواتيون على التيارات الثقافية والفكرية التي كانت عند عرب المشرق والنغرب ، وفي نفس الوقت نفسه قام علمائهم وفقهائهم على غرار محمد عبد الكريم المغيلي بنقل ماعندهم من علوم ومعارف الى مناطق السودان الغربي ، خيث ساهم كل من الفقيه والتاجر التواتي في مد هده المناطق بالأفكار والتعاليم الإسلامية كل حسب طريقته الخاصة ، فالفقيه عمل عن طريق التدريس والوعظ والإرشاد في المساجد ، والتاجر عمل عن طريق المجالس والندوات داخل الأسواق يبث تعايم طريقته الصوفية التي اعتنق مبادئها فبفضل هاته المجهودات تمكن سكان السودان الغربي من نبذ الوثنية واعتناق الإسلام واستطاعو ان ينظمو دولة تقوم على اسس وقوانين اسلامية ساهمت في التبادل الإقتصادي والفكري داخل نطاق الحضارة الإسلامية .
ومن هنا يتجلى دور اقليم توات الذي بفضل جهود علمائه الدين سجلهم التاريخ بأحرف من ذهب ليس في المغرب الأوسط فحسب بل في كل العالم الإسلامي وجعلوا توات منارة للعلم والمعرفة ومهدا للحضارة الإسلامية التي منها انطلقت لتعم بلد السودان الغربي
أ . بوسعيد عبد الرحمان