هناك طابو، إسمه العنصرية الجزائرية، والجزائريون يتحاشون التطرق إلى مثل هذا الموضوع·· هل هو جديد؟! على أية حال ظهر ذلك بشكل جلي وواضح خلال السنوات الأخيرة·· والأمثلة على ذلك صارخة، تجاه ما يحدث من سلوكات مشينة ضد العمال الصينيين والأفارقة السود، بل وحتى ضد العرب·· بالأمس القريب كان المسؤلوون
الجزائريون يتباهون بأننا شعب عظيم ومضياف ولا توجد بذرة في قلبه للعنصرية، وقد ملأونا بالثقافة الديماغوجية والشعبوية، ورسخوا في أذهاننا أننا أعظم شعب في العالم الثالث·· ثم اكتشفنا أنفسنا بعد زوال الغفوة والأحلام المعسولة أننا قادرون على قتل بعضنا البعض وذبح بعضنا البعض باسم الدين وباسم أشياء أخرى···
من المسؤول على ذلك؟ طبعا الحكم في الرتبة الأولى·· لأنه رعى الجهل وشجع الثقافة الجهوية وأخواتها من محسوبية ومداهنة وكذب على الذات·· ومثل هذه الثقافة لا تزال تجد مناخا مشجعا في اتساع رقعة التهميش، تهميش العقل والذكاء، وتهميش كل من يرفض مباركة الجهالة والفساد تحت أي غطاء، وتهميش كل من يأبى التحصن بالوطنية الشوفينية العقيمة·· وفي الرتبة الثانية تأتي مسؤولية النخب، سواء كانت هذه النخب ثقافية أو دينية التي شجعت بصَمْتِها على انتشار مثل هذا المنكر (العنصرية) الذي لا يشرّف الجزائريات والجزائريين···
كيف نطوق هذا الداء؟! أولا يجب أن نخرجه إلى دائرة الضوء لنناقشه بشجاعة ونعترف بجانبنا المريض، وثانيا أن نكون حازمين في محاربة كل سلوك عنصري تجاه الأجنبي وتجاه أبناء جلدتنا وتبدأ هذه المحاربة انطلاقا من البيت والمدرسة والمسجد وانتهاءً بالمؤسسات ذات النفوذ والسطوة.
احميدة· عياشي - الجزائر نيوز
[b]
هل هذا موجود في ديارنا ؟