مساع دينية لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي
اعترض إخوان مصر على رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في توجيه خطاب للعالم الإسلامي من القاهرة، في الرابع من الشهر المقبل، واعتبروا الخطوة تهدف لتعزيز الانقسام بين الدول العربية والإسلامية.
قال النائب الأول للمرشد العام للجماعة، محمد حبيب، أنه إذا كان هنالك من تغيّر في السياسة الأمريكية تجاه العالمين العربي والإسلامي، إنما هو في التكتيك وليس في الاستراتيجية، لأن واشنطن- حسبه- دأبت في دعمها للكيان الصهيوني، على محاولة توظيف كل الدول العربية، كلا على حدة.
وأوضح حبيب أن واشنطن تهدف إلى ملء الفراغ بالمنطقة، وأن مصر تمثل رأس الحربة في محورين. الأول يضم إيران وتركيا، والثاني يضم السعودية وسوريا، وتعاون هذين المحورين، حسبه، يحقق هذا الهدف.
وجدير بالتذكير أن الإعلان عن الخطاب الذي وعد به أوباما المسلمين أثناء حملته الانتخابية، يتزامن مع زيارة بابا الفاتيكان بينيدكتس السادس عشر إلى المنطقة، وما أثاره من جدل بسبب ما قال حول تعميق علاقات الكنيسة الكاثوليكية باليهود، وما لم يقله عن انتقاداته السابقة للإسلام، إذ أنه لم يعتذر عن تصريحات اعتبر فيها أن الإسلام لم يأت بجديد وأنه انتشر بالعنف، بينما دعا في المقابل المسلمين إلى الابتعاد عن التوظيف السياسي للدين. وتحدث عن معاناة المسيحيين في المنطقة والضغوط الممارسة عليهم، بينما لم يشر إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ولا عن الاحتلال.
هذه التصريحات دفعت إلى الاعتقاد بأن مهمة البابا لا تخرج عن الإطار السياسي العام. فقد نبّه العلامة حسين فضل الله من أن يتحول الفاتيكان إلى وسيلة من وسائل تثبيت الكيان الصهيوني. وأشار في السياق إلى محاولات جديدة لتأمين تغطية سياسية ودينية غربية لإسرائيل.
الجدير بالذكر أيضا أن هذه الخطى اتجاه العالم الإسلامي والتي تأخذ طابع تحسين العلاقة معه، ترافق حراكا دبلوماسيا غربيا لوضع تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد حرب غزة. وقد جاءت تحديدا قبل لقاءات سياسية على أعلى المستويات، ستجمع الرئيس أوباما بكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الحالي، مما جعل المراقبين يتوقّعون أن يتضمن لغة واستراتيجية جديدة اتجاه المسلمين، سيصوغها الرئيس الأمريكي من نتائج تلك اللقاءات.