يمثل المرضى السوريين من بين ( 500 ) مصاب بينهم 220 مصاب من غير السوريين الذين يجري ترحيلهم فوراً بعد التأكد من إصابتهم بالفيروس المسبب للإيدز. 'نحن موصومون ومنبوذون وأسرى نظرة وأحكام مسبقة نعاني منها أكثر مما نعاني من المرض نفسه' بهذه العبارة يفتتح ' محمود 'حديثه مع 'الحقيقة الدولية' ويتحسر على وضعه ويقول ما العمل بعد إصابتي بهذا المرض اللعين, ومحمود واحد من أصل 280 مصاب بمتلازمة عوز المناعة المكتسبة ( الإيدز) في سورية , يقول محمود: اكتشفت إصابتي قبل سنتين ولم أعرف حتى الآن السبب في انتقال المرض إليّ. ولم أعرف من أين جاءني فأنا من الشباب الذين لا يختلطون بأبناء جيلي على العكس تماما' أجلس مع الكبار باستمرار لأستفيد من خبرتهم وليس عندي صديقات أبدا' , يصمت محمود برهة ثم يكمل ' حياتي معطلة ' نعم يا سيدتي معطلة لا أعرف هل أكمل دراستي إلى أن يفاجئني الموت مثل بقية المرضى أم أجلس وأضع يدي على خدي بانتظار الأمل في شيء ينقذني .. والله لا أعلم .
وتسجل إحصائيا وزارة الصحة وجود احد عشر مصاباً لم تعرف طرق انتقال الفيروس إليهم , لكن الإختصاصيين والمراقبين لانتشار المرض يدركون أنّ السبب موجود دائما حتى لو لم يكشف عنه المريض, وهذا تحديدا هو الشرط الأساسي لمعرفة طريقة الإصابة لكن بعض المرضى مازالوا يرفضون الإفصاح خوفاً من العار والفضيحة التي قد تلاحقهم حتى آخر حياتهم , لا بل قد تتجاوز المريض وحياته أحياناً لتصل إلى أهل المريض حيث يكون على هؤلاء أن ينالوا من (العار) نصيب !
يؤكد محمود 28 سنة : أحيانا أنسى بأنني مصاب بهذا الفيروس, فلا عوارض ولا شكايات صحية من الم أو خلافه تذكرني بذلك طالما أتناول دوائي بانتظام , لكن المحيطين بي يأبون إلا أن يذكرونني بمصيبتي عبر نظراتهم الإتهامية لي حيناً والمتشفية حيناً آخر !
أجلس في المنزل لأشهر دون أن أغادره هرباً من هذه النظرة كما يقول ' فحتى الدواء الذي يقدمه مركز الإيدز لي تذهب والدتي لإحضاره بدلا عني . ويتساءل محمود أحمد الله أن أهلي كلهم لايعانون مثل ما أعاني والمرض لا وجود له في منزلنا إلا أنا , أحمد الله مرة أخرى .
ولكن لماذا يصر الناس على التعامل معنا بهذه القسوة؟ لم نفعل شيئاً لهم ألا يكفينا ما ابتلينا به وتابع ' محمود : طالما أبقى في بيتي فأنا أشعر بأنني طبيعي وأعيش حياة طبيعية لا يستطيع الآخرون حتى الآن قبولها أو حتى فهمها !ويضيف محمود : مرضى الإيدز كغيرهم من المصابين بأمراض منقولة عبر الدم, نحن تماما كمرضى التهاب الكبد الوبائي , فلماذا هذه القسوة بحقنا ولماذا يصر الناس على أن يكونوا أسرى لفكرة مسبقة واحدة ؟
الإيدز وباء عالمي يزحف نحونا
خلال عقدين فقط ومنذ أواسط الثمانينات حتى الآن وصل عدد المصابين بالإيدز عبر العالم إلى 60 مليون مصاب توفي منهم حتى الآن 30 مليون.
ويعتبر المرض بحسب منظمة الصحة العلمية التحدي الأكبر الذي تواجهه البشرية في هذا القرن نظراً لسرعة انتشاره وسرعة فتكه, وعدم اكتشاف العلاج الشافي منه تماما.
والإيدز هو مرض يسببه فيروس ( HIV ) الذي يدمر الجهاز المناعي في جسم الإنسان فيصبح عرضة للإنتانات القاتلة والأورام السرطانية .