(1)
حين تصحوا فجر صيف مع الأذان لتسمع صوت القنابل تدوي
فوق رأسك ولاتدري أي لحظة تحين ساعتك
(2)
حين تجلس في الصيف ودرجة الحرارة قد تعدت ال50 درجة مئوية
ولاتجد ماءاً باردا تسد به رمقك أو
حتى مصدر لتبريد عرقك المتصبب حرا وقهراً
وفي الليل تصعد الى سطح منزلك لاتجد غير البعوض يقرصك
وأولادك على مشارف امتحاناتهم النهائية للبكلوريا
يدرسون على ضوء القمر الممزوج برائحة
الفانوس المعطرة بالنفط
الذي اصبح أغلى من البشر هناك
(3)
حين تكون رجلا مسؤلاً عن أسرة بحاجة الى لقمة العيش فتخرج
وتأخذ معك الكفن وتقرأ الشهادة كل لحظة ولاتتوقع العودة
لحضن أهلك سالماً
(4)
حين تكونين أمّـا وتتعبين على طفلك وتسهرين معه أياما وليالي
تبكين إذا ارتفعت حرارته أو أصابه مغص فأنكِ معه تمرضين
وبلحظة تأتيكِ جثته ومابلغ بعدُ أشده ومازال طعم حليبك عالقاً
بين أسنانه وفي حلقهِ
لازالت امنيات طفولته وشبابه وصباه مرسومة على جبينه البرئ.
(5)
حين تكونين فتاة تحلم أن تكمل تعليمها وتخشى الخروج من المنزل
خوفا من الخاطفين وقطاع الطرق وأن خرجتِ
لا تعلمين أن كنتِ ستعودين
للمنزل أم لا...!
(6)
حين تغترب مجبراً وتهجر أهلك وأحبابك تلجأ لوطن غير وطنك وأناس
ليسوا أهلك فتلاقي منهم الأحسان وكل مايشعرك بأنك انسان لكنك تبقى
تفتقد الحنان ويقتلك الحنين للأهل ألف مرة
تتلفت في الشوارع فلاتجد غير ثلوج كثيفة متراكمة تكاد حتى تغطي
معالم مدينة كاملة
برد . برد.. في كل مكان
صداقات مؤقتة وصدمات من عالم الأنترنت الغريب أصدقاء ليسوا بأصدقاء
كل شئ حولك مؤقت وقابل للهجرة في أي وقت
(7)
حين تريد البكاء ولاتجد صدرا دافئا حنونا تنحني وترمي عليه أثقالك
فتبكي وتبكي حتى تجف دموعك
ويبدأ قلبك بالجفاف وعقلك بالأندماج في
الغربة والأنهماك في العمل
فحين تعود منزلك لتتبع اخبار أهلك وأنت في المنفى
أخبار كلها موجوعة
(
حين ترى الأشرار يدمرون بلادك وكل جاءها لغاية في نفسه قضاها
من جاء طامعا أو غادراً أو قاتلاً أو سارقاً أو هاتكا لعرض النساء
وانت لاحول لك ولاقوة سوى جملة لاحول ولاقوة الا بالله
(رحمتك ربي واسعة)
قل لي بالله عليك أيها القارئ الكريم
كيف يكون الألمُ لو لم تكن عراقياً..؟
ياالله أما لهذا الوجع من نهاية؟
همسة لكل قارئ
قد لايعالله يهديك الأمر وقد تقرأ أوله وأخر جملة
لكن يكفيني مرورك ويكفي أنني أستطعت ان أكتب
جزءا من معاناة شعب أنا منهُ
شكرا للجميع مقدماً
:: منقــــــــــــول ::