يعتبر الصيام أعظم علاج طبيعي للعديد من الحالات المرضية، ويساعد في تنظيف الجسم من المواد السامة التي تدخله ويجدد الطاقة الإبداعية ويحفز على النشاط، كما يعزز صحة الإنسان وحيويته من خلال منح أنظمة الجسم فرصة للاستراحة.
ويعتبر الصيام أيضاً جزءا من الإرشادات الغذائية المعتمدة عالمياً والتي تشير إلى أهمية التنويع في أنواع الأطعمة بالاعتماد على أسس ومبادئ الاعتدال في الطعام والتوازن الغذائي.
لكي يبقى الإنسان في صحة جيدة، عليه أن يستهلك الطعام من المصادر الغذائية الرئيسية وهي الخبز والحبوب، الحليب ومنتجات الألبان، اللحوم والبقول، والخضروات والفواكه.
وخلال شهر رمضان المبارك، يجب أن لا يختلف طعامنا عن محتويات النظام الغذائي المعتاد، وأن يكون بسيطاً قدر المستطاع.
وبسبب ساعات الصيام الطويلة، علينا أن نتناول المأكولات التي تتسم ببطئ عملية هضمها مثل الأطعمة المحتوية على الألياف، بدلاً من المأكولات التي يتم هضمها بسرعة. فالأطعمة بطيئة الهضم تستمر فعاليتها الغذائية حتى 8 ساعات، مقارنة بـ 3 أو 4 ساعات للأطعمة سريعة الهضم. وتشمل الأطعمة بطيئة الهضم تلك المحتوية على الحبوب والبذور مثل الشعير والحنطة والشوفان والدخن ودقيق السميد وحبوب الفاصوليا والعدس والطحين الأسمر والرز غير المقشر وغيرها (التي تسمى الكربوهيدرات المركبة). أما الأطعمة التي يحرقها الجسم بسرعة فهي المحتوية على السكر والطحين الأبيض مثلاً (التي تسمى الكربوهيدرات المصفّاة).
والأطعمة المحتوية على الألياف هي تلك التي تحتوي على النخالة والحبوب الكاملة والبذور والخضروات مثل الفاصوليا والبازلاء والسبانخ والأعشاب المختلفة مثل النعناع وأوراق البنجر (غنية بالحديد) والفواكه غير المقشرة والفواكه المجففة وخاصة المشمش المجفف و(قمر الدين) والتين المجفف واللوز الخ.. ويُعتبر التمر مصدراً ممتازاً للسكريات والألياف والهيدروكربونات والبوتاسيوم والمغنيزيوم، كما أن اللوز غني بالبروتين والألياف ونسبة الدهون فيه قليلة. أما الموز فهو مصدر جيد للبوتاسيوم والمغنزيوم والهيدروكربونات.
ويُنصح في رمضان بشرب كميات كبيرة من الماء أو عصير الفواكه بين فترة الافطار والنوم، لكي يحصل الجسم على حاجته منها ويحقق التوازن اللازم في مستوى السوائل.
يجب أن نحقق التوازن في الأطعمة التي نأكلها وأن تحتوي أطعمتنا على جميع احتياجات أجسامنا من الغذاء (الفواكه والخضار واللحم/ الدجاج/ السمك، الخبز/ الحبوب ومنتجات الألبان). المقليات غير صحية ويجب أن لا نتناولها بكثرة، حيث أنها تسبب عسر الهضم والحموضة المعوية وزيادة الوزن. في وقت الافطار، تتمثل حاجة الجسم الأساسية في حصول كل خلية حية على مصدر سهل للطاقة وهو الجلوكوز، وخاصة خلايا المخ والأعصاب. ويعتبر التمر وعصير الفواكه من أهم المصادر الجيدة لحصول الجسم على السكريات، وإذا حصل الجسم على الكمية المطلوبة، فسيستطيع اعادة نسبة الجلوكوز المنخفضة في الدم إلى المستوى الطبيعي. ويسهم العصير والشوربة في المحافظة على توازن السوائل والمعادن في الجسم، أما الأطعمة غير المتوازنة والمبالغة في شرب العصير وتناول الحلويات فتزيد من نسبة السكر، وتصبح بالتالي غير صحية