قبل فتح الرسالة
للرسائل عموما وقع خاص في النفس ...وفي الرسائل المتبادلة بين الأحباب والأصحاب من علامات الرقي وحسن التربية ونبل المودة الشيء الكثير ، فهي تقرب القلوب وتزيل إحن الصدور ، وتنشر المودة ، وتبقي المحبة ...
وهذه الرسائل رسائل عتاب ومودة بين زوجين ، تحكي واقعا ملموسا ومشاهدا ...ولم نأت فيها بجديد يذكر ، وإنما هي أمور بديهية أحببنا أن نلفت النظر إليها ، والتأكيد على أهميتها ، لعل فيها إصلاح ما تهدم ، ووصل ما تقطع ، وجمع ما تشتت ... وهي إشارات متتالية إلى كل زوج وزوجة ....
إليك يا زوجتي :
هذه رسائلي إليك يا زوجتي كتبتها بقلم الصدق ، أتمنى أن تقرئيها ...و تعملي بما فيها ...لعل هذه الرسائل تكون سببا في زيادة الحب والمودة بيننا ...
زوجك المحب
يا زوجتي ....في المرة الأولى التي رأيتك فيها كان حديث الرسول ملء سمعي وبصري : "فاظفر بذات الدين تربت يداك "فكنت أنت ذات الدين التي طالما سعيت وبحثت عنها ... ولا أخفيك سرا فقد جمع الله فيك صفات أخرى مع التقى والعفاف .
ففيك من حسن الخلق ، وجميل المعاملة ، وطيب المعشر ، ما تقر به نفسي ، ومنحك الله جمالا ملأ عيني ، وما رأيتك إلا أحلاما وردية تسابقني في أيام الزواج الأولى ، وبعد أن مضت سنوات وبدأ الأطفال يتوافدون على أسرتنا الصغيرة لابد أن أقف معك عدة وقفات ، وما علمت عنك إلا كل خير ، وما أحسبك إلا التوابة الأوابة ، من إذا سمعت قول الله وقول الرسول سلمت وأطاعت
يا زوجتي ...عندما تقلبين الصفحات وتنظرين في هذه الوقفات التي كتبتها بيد المحبة ، إنما تقلبين صفحات قلبي وتنظرين تعابير وجهي ...وتمسحين قطرات من التعب على جبيني
وأدعو الله عز وجل أن تكوني من خيار النساء ...فقد سئل النبي في أي النساء خير ؟ ، قال : " التي تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها و ماله " وللزوج حقوق عظيمة وواجبات لا تخفى على عاقلة فطنة مثلك
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج "
يا زوجتي .....
لك الأجر والمثوبة من الله عز وجل ، ثم الشكر مني على رسالتك التي أيقظتني من غفوتي ، ولقد وقع قول الله عز وجل وقول الرسول على قلبي فأزال صدأه وأنار دربه ، وهذه حال النصيحة الصادقة والكلمة المخلصة ، فجزاك الله خيرا ...
وإن كنت سبقت إلى المعروف والخيرفها أنا أسير في ذلك الدرب وأسوق لك وقفات لا تغيب عن بالك ولكنها للذكرى فقد قال الله تعالى :" وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين "
وقبل أن أبدأ الوقفات أبشرك بحديث الرسول لمجير : عن أسماء بنت يزيد بن السكن جاءت إلى النبي فقالت : يا رسول الله ، بأبي أنت و أمي ، أنا وافدة النساء إليك ، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء جميعا ، فآمنا بك وصدقناك ، وإنا معشر النساء قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحاملات أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا في الجمع والجماعات ، وفي عيادة المرضى وشهود الجنائز ، وفي الحج ، وفي الجهاد في سبيل الله ، وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا لكم أثوابكم ، وربينا أولادكم ، أفلا نشارككم في الأجر ، فالتفت رسول الله إلى أصحابه بوجهه وقال : " هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من هذه ؟ " ثم قال لها : " افهمي أيتها المرأة المسلمة ، وأعلمي من خلفك من النساء : أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لرضاه واتباعها لموافقته يعدل ذلك كله "
فهنيئا لك هذا الأجر وهذه المنزلة .....
إلى اللقاء إن شاء الله ومع الرسالة الثانية .....