السلام عليكم هذه قصة صغيرة من نسج خيالي اتمنى ان تنال اعجابكم:
كانت اساعة تشير الى الحادية عشرو النصف صباحا حين دخل غرفته الصغيرة واقفل الباب على نفسه باحكام كان ذلك اخر يوم له في حجرته تلك التي قضى فيها احلى ايام عمره...نشا وترعرع بين جدرانها. اتجه صوب مكتبه المتواضع سحب كرسيه بهدوء لكي لا تسمعه والدته. جلس، اخذ ورقة و قلما وكتب وصيته الاخيرةلاهله. ثم ارتشف جرعة من الماء، نهض و اتجه الى النافذة، فتحها و القى نظرة سريعة على الناس، ملأ رئتيه بهواء مدينته النقي...انها اللحظات الاخيرة له فيها استلقى قليلا في سريره، التفت الى الساعة فكانت تشير الى منتصف النهار، نصف ساعة تفصله عن لقاء ربه . تسارعت نبضات قلبه وهو يجهز نفسه لمصرعه. بعد ان استعد جيدا غادر غرفته متجنبا اي ضجة من شانها ان تجعل والدته تراه. وقف على عتبة منزله والقى عليه نظرة طويلة لم يسترجعها الا مبللة بالدموع ثم ركض مسرعا نحو المقهى الذي يجتمع فيه الصهاينة لارتشاف المشروبات دخل و كان مع كل خطوة يخطوها يحس و كأن قلبه سيتوقف لزيادة سرعة نبضه جلس في طاولة قرب جماعة من اليهود. أخذ يتلو ما يحفظه من ايات قرآنية اغمض عينيه و نطق بالشهادتين ثم تذكر كل من يحبهم و خاصة والدته ثم حانت لحظة الرحيل...الرحيل في سبيل الوطن. 1، 2، 3 ثم ضغط الزر و انفجار عظيم هز المقهى الصهيوني. امتلأ المكان برائحة الموت و الدماء جثت هنا و هناك، اشلاء الموتى في كل مكان. نعم كانت عملية فدائية نفذها هذا الرجل الشجاع ليحرر بلاده من دنس اليهود الغاصبين، نفذها و بكل فخر دون اسمه على صفحات التاريخ، دون اسمه بحروف من ذهب كغيره من الفدائيين....
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"
رحم الله شهداءنا و ادخلهم فسيح جنانه.