مما لاشك فيه أن التواضع هو من أهم الصفات التي يجب أن تتواجد في نفس وعقل كل بشر …… وذلك لأننا حبانا الله بالعقل الذي ميزنا به عن سائر مخلوقاته ،وبالعقل نتذكر ونتدبر قدرة الله في الكون ونرى كم أن الانسان مجرد مخلوق ضئيل ليس له أن يتكبر في وجود الله سبحانه وتعالى .
التواضع هو عدم انساب نجاحات الانسان وانجازاته الى نفسه ،وذلك عندما يتذكر دائما أنه مخلوق ليس بيده شيئ وانما يقوم بما يتوجب عليه وليس بيده شيئ في ما سيصل اليه وبذلك كلما زادت نجاحاتك كلما زاد تواضعك لأنك ترى بعينك كل يوم مع كل نجاح لك قدرة الله في ذاتك بمنحه سبحانه وتعالى اياك تلك النجاحات .
ان التواضع هو الذي يعطي الانسان القدرة على رؤية نفسه باستمرار وتقييمها من وقت لآخر ويعطي الانسان القدرة على تطوير ذاته والعمل من نجاح لنجاح وتحسين صفاته وحياته للأفضل وذلك لأن التواضع يذكرك دائما بأنك لست الأفضل وأنك بالعمل والمثابره تتقدم للأمام ،ويعطيك القدرة على تقبل آراء الآخرين ونصائحهم لك وتدبرها
التواضع أن تتعامل مع الناس بكل انسانية دون التعالي عليهم ودون ترك انطباع لديهم بأنك تتباهى بذاتك وهي ليست ملكك بل ملكا لخالقك ….. المتواضع لله ينسب دائما كل مايقوم به الى الله لأنه مؤمن بأنه لايحدث شيئ في الدنيا من خير أو شر الا باذن الله وان لم يرد الله له أن ينجح فلن ينجح .
التواضع هو من أهم مؤشرات النجاح لأنها دليل على الثقة بالنفس والثقة في قدرة الله سبحانه وتعالى ….. ان التواضع لايوقفك عند نجاح بعينه ويعطيك محبة من حولك من محبة الله لك لأنك عرفت قدر نفسك دون زيادة أو نقصان تجبر البشر على احترامك لاحترامك لذاتك وتواضعك لله .
من تواضع لله كسب الدنيا والآخرة…… ففضلا عن مباركة الله له في عمله ودنياه وحب الآخرين له فانه في الآخرة لايدخل الجنة من كان يملك في قلبه أو نفسه ذرة من كبر كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وبذلك فان المتواضع يفز بدنياه وآخرته .
التواضع من شيم النبلاء ، وهو من أحد مكارم الأخلاق التي تنشر روح المحبة والتعاون بين البشر وتعطي مجتمعا متحابا في الله يخلو من الكبر والحسد والغيرة ويساعد على ارتقاء المجتمع وتقدمه لأن المتواضع شخص يؤمن بالله ايمانا عميقا .
منقول