قبل ابتكار أجهزة التصوير المتطورة المعتمدة على المجاهر الإلكترونية،
كان العلماء يتاملون بدهشة أوراق النباتات بكل ما تجسده من تكوسن مذهل
من الخلايا و الأنسجة و ثقوب صغيرة تنفتح و تنغلق حسب الظروف.
عند توافر المياه تفتح ، و تغلق عند الإحساس بالجفاف ، و ذلك للحفاظ
على المخزون من مياهها.
و في عصر التصوير المجهري ، أمكن اكتشاف غرائب مدهشة مثل
وجود لواسع لطرد الحشرات ، و شعيرات يستحيل رؤيتها بالعين
المجردة عند لمسها من عدو ، و هي تفرز خليطا من السموم
القادرة على شل الجهاز العصبي للحشرة المعتدية.
و إذا كان التصوير الحديث قد أتاح رؤية تفاصيل مدهشة في
أوراق الأشجار ، فإن الاكتشافات التي تحققت منذ سنين طويلة ،
تؤكد ما تنطوي عليه المملكة النباتية من قذرت مذهلة و غريبة،
خصوصا أوراق النباتات المعتمدة على صيد الحشرات و كذلك
امتصاص ما تحمله من بروتينات لغدائها.
كل ورقة لها عنق رفيع منتفخ الأطراف ، مع شعيرات طويلة
لتبدوا الأوراق كالوسائد الصغيرة المحملة بمايشبه الدبابيس للصيد،
بعد إفرازها لسائل لزج ، عند اقتراب الحشرة تطبق عليها الشعيرات
ثم تفرز أنزيمات خاصة ،، تذيب أجسام الحشرات و تمتصها من الداخل.