قرأت مؤخراً موضوعاً عن ضرب الأم لطفلها أمام الناس وتوبيخه في الأماكن العامة.. ولا استغرب ذلك، حيث إنني رأيت حادثة حصلت أمام عيني، وإذا بأب يضرب ابنه ضرباً مبرحاً لا رحمة فيه ولا شفقة.
ولولا أنني كنت امرأة لذهبت لأنقذ الولد من بين يدي الأب القاسي الذي انقض عليه بالضرب والابن يبكي بكاءً مرا لكن لا حياة لمن تنادي.
أقول.. إن الضرب ليس العلاج، لأنه يؤدي إلى كثير من المشاكل النفسية والسلوكية لدى الأطفال. ولا بد أن يُبحث في سبب تعامل الأب مع ابنه بهذه الطريقة والعصبية الزائدة، خاصة إذا كان الأب لا يحسن التصرف مع الابن الذي لديه حركة زائدة ويثير الشغب والمتاعب. وتعتبر زيادة الحركة لدى الأطفال علة طبية نفسية معروفة، لابد أن تعالج عن طريق الطبيب المختص.
وبعض الأطفال عصبيتهم ناتجة عن الاحتجاج لوضع معين، فهذا لابد أن يُبحث فيه، ولابد أن تكون هنالك موازنة في الأمور التربوية فيما يخص تنشئة الأطفال. والطفل يستجيب أكثر للترقب ويستجيب أكثر للتحفيز ويستجيب بصورة جيدة أيضاً بالتوبيخ البسيط. وهذه هي المبادئ العامة للعلاج، وأما الضرب فلا، لأنه لم يرد مطلقاً إلا عند إرشاد الوالد ولده فيما يخص المحافظة على الصلاة بعد سن العاشرة. حينها يمكن اللجوء إلى الضرب غير المبرح، بعد التنبيه.
والضرب بصفة عامة يؤدي إلى ضعفٍ في شخصية الطفل ويكون لديه الشعور بالدونية، وهذا أمر ضروري جداً، وهنالك أبحاث تدل على أن الذين ضُربوا ضرباً شديداً، أو كان هو الأسلوب السائد للتعامل في الأسرة، حصل لهم بسببه الكثير من الخلل في الحياه، وأصبحوا هم أيضاً يضربون أطفالهم وزوجاتهم في بعض الأحيان لأتفه الأسباب وأحيانا دون سبب. وإذا اضطر الإنسان أن يلجأ لمنهج الضرب فيجب ألا يكون في وقت الغضب، لأنك إذا ضربت طفلك وقت الغضب فهذا يعتبر نوعاً من الانتقام وعدم القدرة على التحكم في المشاعر.
يجب أن تقوم الحياة على التحاور والتفاهم، وعلى إشعار الأبناء بقيمتهم ومكانتهم، توجيههم ومصاحبتهم، وأهمية دورهم في الأسرة.
خلاصة القول الذي أريد أن أصل إليه هو أن الضرب مرفوض وليس أسلوباً أو منهجاً تربوياً مفيداً إلا في الحالة السابقة التي ذكرتها لك.