- العدل من أوجب الواجبات وقد أمر الله عز وجل به في قوله تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى " وقال تعالى " اعدلوا هو أقرب للتقوى " فيجب على المسلم أن يتحرى العدل في جميع شؤونه الدينية والدنيوية حتى يصبح العدل خلقا وسلوكا ملازما له , ويتجنب الظلم والجور والهوى , فيصبح بذلك مستوجبا لمحبة الله ورضوانه لان الله أخبر أنه يحب المقسطين في قوله تعالى " وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " والإقساط هو العدل ..
والعدل بين الزوجات كما هو معلوم أمر أساسي , يوجب على الزوج أن يعطي كل ذات حق حقها متأسيا برسول الله " صلى الله عليه وسلم " فقد كان أعدل الناس في كل شيء ولا سيما بين زوجاته , فعندما أشتد به المرض - مرض وفاته - وهو في بيت ميمونة رضي الله عنها دعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فأذن له ..
وهانحن أولاء للأسف نجد في مجتمعاتنا بعض الناس ممن لا يهتمون بالعدل بين الزوجات , وبالطبع فان هذا يتنافى مع العدل الذي أمرنا الله به , وهذا التصرف يشوه صورة التعدد الرائعة وينفر الناس منه , فكم يسر الإنسان عندما يرى أو يسمع عن رجل متزوج من ثلاث نساء أو أربع ولو اثنتين وقد عدل فيما بينهم .. لقد طبق سنة رسول الله في التعدد واستوجب حب الخالق عز وجل بالعدل بين نساءه ..
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عدم العدل بين الزوجات فقال عليه الصلاة والسلام " من كانت له امرأتان فمال إلى احداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائل "
فالمسلم الحق لا يظلم كما أنه لا يحب أن يظلمه أحد , والله عز وجل نهى عن الظلم وتوعد الظالمين في كتابه العزيز .. قال تعالى " وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل الى مرد من سبيل "
فيجب على المسلم أن يتقي الله في النساء اللواتي تحت ولايته .. وأن يحرص على العدل فيما بينهم حتى اذا ما مات وجد الله راضا عنه ..
أخر فقرة ..
مما لا ريب فيه حق جميع فئات المجتمع من الذكور تطبيق سنة التعدد التي حض ديننا الحنيف على أدائها لمن كانت لديه الاستطاعة والقدرة على العدل كما أسلفت ..وانه لمن الملاحظ عزوف كثير من الشباب عن سنة التعدد وانحصارها لدى كبار السن , ولا تخفى على العاقل المصالح والفوائد المترتبة على أحياء سنة التعدد بين الشباب والتي أشرت إليها سابقا في - فضل تعدد الزوجات - الجزء الأول - ومن أبرزها تحصين الشباب وإشباع غرائزهم الفطرية بطرق مشروعة وإعالة عدد أكثر من النساء وعفتهن .. ولا ننسى قدرة الشباب على العدل والتي يؤهلهم لها عامل السن من حيوية ونشاط وجدية في الحياة , لذلك يستحسن للرجل أن يبادر بالتعدد في سن مبكرة ..
وفي المقابل نجد في الفترات الماضية ظاهرة تفشت في المجتمعات العربية , وهي زواج رب الأسرة من زوجة ثانية شابة بعد تزويج جميع أبنائه وبناته .. وإهمال زوجته الأولى - إلا من رحم ربي - متناسيا العشرة والمدة الطويلة التي قضاها معها , وبالتأكيد أن هذا العمل يتنافى مع العدل والوفاء والإخلاص ..
فينبغي لمن وقع في هذا الخطأ أن يقلع عنه لأنه ظلم ويستغفر لذنبه .. والله ولي التوفيق .
إن من أسهل الطرق في وقتنا الحاضر للزواج هو دخولك إلى
موقع بنت الحلال .. وعليهم الباقي