قال لنفسه ليتني أنا ولست أنت ياصغيري
هذا ما قرأه الطفل فيما بعد في عيون أبيه التي كانت مليئة بالدموع والخوف والعطف والحب وكأنه المرة الأخيرة التي يشاهده فيها.
لم تتعب تلك العيون الجميلة من ملاحقة الطفل حتى أن أغلق الباب تماما
مرت ايام وسنوات طويلة ونظرات الأب تلك ظلت راسخة في ذاكرة الطفل الذي اصبح رجلا وكان يشاهدها كل يوم في عيون والده المريض فتقف الدمعة على الباب تأبى الخروج متعمدة ذلك.
وفي يوم من الأيام إنقلب المشهد
قال لنفسه حمدا لله أنني رأيتك رجلا ياولدي
هذا ما قرأه الابن فيما بعد في عيون أبيه التي كانت مليئة بالحب والوداع وكأنه المرة الأخيرة التي يشاهده فيها
ظلت عيون الإبن تلاحق الأب حتى أغلق باب غرفة الإنعاش تماما
ولكن هذه المرة بلا أي مشاهد ونظرات جديدة
ليتك تبصر الوجه الغارق بالدموع
ليتك ترى معالم القلق تسكن ثنايا القلوب
لاشيء يستدرك الحدث الجلل إلا ابتسامة أخيرة يحتلها السكون !