80بالمائة من الشباب ينتحرون بالأدوية لاعتقادات واهية []
أفادت الدكتورة كبداني خديجة المختصة في علم النفس أن الدراسة التي أجراها أساتذة جامعيون من وهران بمختلف المناطق بالغرب الجزائري حول ظاهرة ''الانتحار ومحاولة الانتحار''، أفضت إلى أن 80 بالمائة من الشباب يحاولون الانتحار عن طريق تناول كميات مبالغ فيها من الأدوية.
أوضحت الدكتورة، الأستاذة بكلية علم النفس في جامعة وهران، خلال الملتقى المنعقد أول أمس، بدار الطفولة المسعفة حول مشكلات الشباب وآليات الإدماج الاجتماعي، أن الدراسة التي توصل إليها الباحثون انحصرت حول فئة الشباب من 16 إلى 25 سنة، وما يدفع بهذه الفئة إلى محاولة الانتحار، حسب المتحدثة، هو اعتقادهم الراسخ أن هذا الفعل الذي يضع حدا لحياتهم أو يعرضهم لعاهة مستديمة في حالة فشل المحاولة، حرام من الناحية الدينية، وبما أن الأدوية مشروعة وتباع في الصيادلة ليتناولها كل من يحتاج إليها، تولَّد عندهم اعتقادا آخر وهو أن الانتحار بواسطتها ليس بحرام ما دام أن الجميع يتعاطاها دون أي مانع.
وعن الإحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة، أكدت الدكتورة كبداني أنه لا توجد أرقام حقيقية تبين بدقة عدد المنتحرين أو محاولي الانتحار. موضحة أن الحصيلة التي تنشرها الجرائد بين الحين والآخر، تكون إما من مصالح الحماية المدنية التي تسجل الحالات التي تتدخل فيها، أو من مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفيات التي تستقبل بعض الحالات سواء كانت محاولة الانتحار فيها ناجحة أو فاشلة، لكن هناك العديد من الحالات لا تعلم بها هذه الجهات التي تقدم الأرقام المعلن عنها إعلاميا. ''وهذا ما تأكد لنا من خلال العمل مع كل الهيئات المعنية، من الأمن والدرك والحماية والصحة''، تقول الدكتورة في علم النفس.
وفي سردها لأسباب الانتحار التي توصل إليها بحث المختصين، أشارت المتحدثة نفسها إلى غياب الحوار والاتصال داخل الأسرة الجزائرية رغم أنهما عاملان أساسيان يشكلان جسرا هاما من جسور التواصل، كما أضافت أن كلا من الفقر والثراء يعتبران من دوافع الانتحار.
وإذا كان سبب الفقر يستوعبه الجميع، فإن حجة الغني في هذا الأمر هو الفراغ القاتل، أو الهروب من مصيبة كبرى. وقالت الدكتورة في ذات الإطار، أنه في خلال 3 سنوات من الدراسة اكتشفنا أن نسبة الانتحار تقل في شهر رمضان، وأن 70 بالمائة من الذين تم استجوابهم أرجعوا الفضل في ذلك إلى أن العائلات لا تجتمع حول مائدة الطعام إلا في هذا الشهر المبارك ولمدة 30 يوما. وهي فرصة للتحاور والاتصال بين أفراد الأسرة الواحدة.