حلم المونديال أصبح مشروعا استرجعت الجزائر، أمس، ذكريات افتقدناها منذ مدة، حيث لم ينم لا الصغير ولا الكبير ولا الشابة ولا العجوز طيلة الليلة، احتفالا بالإنجاز الكروي الذي حققه المنتخب الوطني أمام نظيره المصري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وهو الإنجاز الذي يمكن أن نقول عنه إنه فتح باب المونديال أمام الخضر، بالرغم من أن المشوار لا يزال طويلا في هذه التصفيات المشتركة لكأسي العالم وأمم إفريقيا لعام .2010 ما إن أعلن الحكم دانيال بينيت نهاية المقابلة، حتى تحولت الجزائر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، إلى عرس كبير شارك فيه الجميع، حتى النساء لم يكتفين بزغاريدهن من على شرفات المنازل، بل خرجن دون إشعار أزواجهن وكأن الجزائر تعيش للمرة الثانية نشوة الاستقلال.
حركة المرور، ليلة أمس وإلى غاية ساعة مبكرة من نهار اليوم، لم تعرفها الجزائر على الإطلاق، حيث هناك من فضل السير على الأقدام، وهناك من جاب الشوارع على متن السيارات مطلقين العنان لمنبهات سياراتهم وحناجرهم، حتى أن بعضهم أغمي عليه من شدة الفرح.
''وان، تو، تري.. فيفا لالجيري''.. شعار عاد ترديده من قبل الجميع، فما حدث بملعب تشاكر هو إعادة بعث منتخب قوي تمكن بفضل إرادة لاعبيه من توحيد شعبا برمته عجزت السلطة في عقود متناثرة عن لم شمله، لتتمكن الكرة المستديرة من تأليف قلوب الجزائريين الذين خرجوا أمس بعفوية للتعبير عن انتمائهم لوطن اسمه الجزائر.
الملفت للانتباه، حسب تقارير مراسلي ''الخبر'' التي وصلت الجريدة من كل أرجاء الوطن، أن الجميع شارك في هذه الاحتفالات التي ستبقى راسخة في أذهان الشعب الجزائري، خاصة في أذهان رفاق زياني الذين عاشوا قبل المقابلة ضغطا كبيرا، لكنهم تمكنوا من السيطرة على أعصابهم وجعلوا كل جزائري وجزائرية يحلمون بمونديال جنوب إفريقيا.