يعد عجز نسيج المتبرع عن تقديم الأنسولين في عمليات الازدراع النسيجية لخلايا جزر لانغرهانس واحدا من أعظم التحديات التي تواجه علاج نمط السكري (1). غالبا ما يحتاج المرضى إعادة غرس خلايا جزر لانغرهانس بعد خضوعهم لمعالجة أولية,وهذا يعني الحاجة إلى بنكرياس متبرع آخر لتزويد عملية الازدراع النسيجي بخلايا جزر لانغرهانس الهشة..يمكن للاكتشافات جديدة من قبل الباحثين في معهد بحوث السكري (التابع لجامعة ميامي)أن تمثل خطوة عظيمة للأمام بما يخص إمكانية التخفيف من وطأة المشكلة.
حتى الآن تمكن الباحثون من التوصل لنجاح معتدل فقط فيما يخص تمايز كل من الخلايا الجذعية الجنينية و البالغة لتصبح خلايا بيتا المنتجة للأنسولين. ثم إن جزء كبير من المشكلة قام سببه عدم توفر بيئة الزراعة المناسبة في المخابر. لذلك أدرك الباحثون أهمية تزويد خلايا جزر لانغرهانس بكمية كبيرة من الأكسجين للحصول على صحة أفضل,و بذلك توصلوا إلى ابتكار أداة جديدة في عمليات الازدراع النووي أطلقوا عليها اسم" شطيرة = سندويشة الأكسجين " التي تقوم بتأمين بيئة أكسجينية طبيعية أكثر من تلك المستخدمة في أساليب و طرق الازدراع النووي التقليدية .
تقول د.جوان دومينغويز – بندال ,أستاذة مساعدة في أبحاث الجراحة و مديرة مخبر أبحاث تطور و ترجمة الخلايا الجذعية في معهد بحوث السكري و المؤلفة الأقدم للدراسة التي تم نشرها في ال "ستيم سيلز اكسبريس "...تقول : باستخدام الخلايا الجذعية البنكرياسية للفئران تمكنا من إظهار أن توزيع الأكسجين و إيصاله بطريقة وظيفية قد عزز و زاد تمايز تلك الخلايا–بشكل كبير-إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين بمستويات تعدت ال30 طية=ثنية اللواتي تمت مراقبتهن في شروط تحكم و إشراف دقيقين.
"و كما هو متوقع...فإن هذه الخلايا الجذعية كانت بانتظار تأمين الظروف الملائمة التي تحتاجها كي تنضج.إننا نؤمن أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة أساسية على طريق الحصول على جيل كفؤ من الخلايا بيتا المنتجة للأنسولين للاستفادة منها في الازدراع النووي السريري. "
إن أداة الازدراع الجديدة – التي تم تصميمها من قبل " كرس فراكر "الباحث المساعد في مخبر هندسة النسج في معهد بحوث السكري- تحاكي كثيرا بيئة الأكسجين الطبيعية .تقدم هذه الأداة (شطيرة الأكسجين) الأكسجين للخلايا الجذعية من مصدرين : أحدهما من الأعلى عبر انتشار الهواء في وسط الزرع,أما الثاني فيتم بانتشار الهواء من القاعدة عبر غشاء مركب من " السيلكون "و " البري فلورو كاربون " الذي يعد مستودعا قويا جدا للأكسجين.
يقول العالم " كاميلو ريكوردي ",مدير معهد بحوث السكري: "إن استخدام الأكسجين المرتفع التركيز لتحفيز تمايز الخلايا المنتجة للأنسولين يفتح الأبواب لعديد من التطبيقات الأخرى مع مصادر مختلفة للخلايا المولدة = المنجبة , عدا الخلايا الجذعية و مرض السكري. "
حول معهد بحوث السكري:
يعد معهد بحوث السكري قائدا عالميا مميزا للأبحاث العلاجية المركزة.منذ بداياته المبكرة في 1970 :استطاع "م ب س=DRI" أن يقدم مساهمة هامة في مجال بحوث السكري ,لريادته باستخدام تقنيات متعددة فيما يخص الزراعة النسيجية لجزر لانغرهانس. من الابتكارات في عزل جزر لانغرهانس و إجراءات النقل إلى التقدم الملحوظ في علم الحياة الخلوية (البيولوجيا) و علم المناعة, , فإن الDRI (معهد بحوث السكري )يستخدم حاليا قوة التقنيات المنبثقة حديثا لتطوير العلاجات اعتمادية الخلايا لتعويض إنتاج الأنسولين.وبذلك يقدم معهد بحوث السكري الأمل الأمثل لعلاج الملايين من العائلات المصابة بالسكري.
مؤسسة معهد بحوث السكري http://www.drinet.org/
المصدر: : www.medicalnewstoday.com