إذا المـرء أفشـى ســــره بلســـــــــــانه *** ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه *** فصدر الذي يستودع السر أضيـق
*************
صن النفس واحملها على ما يزينهـا *** تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
ولا توليــــــــــــن الـنـاس إلا تجـمـلاً *** نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ *** عسى نكبات الدهـر عنـك تـزول
ولا خيــــر فـي ود امـريءٍ متلـونٍ *** إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـــــن تعدهـم *** ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
**************
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ *** أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه *** أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه *** كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم *** وفي اعتزالهم قطع المـودات
*************
أمت مطامعي فأرحت نفسي *** فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً *** ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍ *** علته مهانة وعـلاه هـون
*************
أعرض عن الجاهل السفيه *** فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً *** إن خاض بعض الكلاب فيه
************
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاً *** كعودٍ زاده الإحراق طيباً
************
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه *** وإن خليته كمداً يمـوت
************
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم *** إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف *** وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامته *** والكلب يخشى لعمري وهـو نبـاح