في كثير من المرات يستطيع القارئ أن يفهم محتوى الموضوع ،من خلال قراءة أو سماع العنوان دون قراءة المحتوى
ولاغرابة في ذلك ،وفهم المسألة بهذه السرعة وهذه االبديهية والتوسم ،الذي بدأ يتكون شيئا فشيئا ،من خلال قراءة الواقع وبعدما وصل الناس إلى مرحلة القنوط واليأس وظنوا أننا وصلنا إلى حيث نقطة اللاّرجوع.
أحببنا أن نذكر بعضنا اليوم ونربط الخارج بالداخل ،من خلال هذا الصّرح الإعلامي والتواصل عبر الأنترنت التي أزاحت الجسور وأماطت اللّثام ،وأصبحنا ندخل الرئاسة من دون موعد ولا حاجز، والبرلمان من دون أن ننتخب أو نرفع الأيدي كما هم بني ويوي ،ووزارة الدفاع من دون أن نُتحّي أو نضع الكاكسيطة (القبّعة).
نحن اليوم في 5 جويلية 2008 وفي فرنسا بالضبط ،نَخُطّ لكم هذه الأحرف والكثير منّا يعيش كلاجئ سياسي في دولة إستعمرت بلده ونهبت خيراته
واستعملت أبشع التجارب في تاريخها بشعبنا لكن للأسف الشديد، يجد معظمنا نفسه قابلا مسلما بواقعه والحسرة تقطع أحشاءه ولسانه يقول ...
خير لي من سجن السركاجي أو مشانق أزلام النظام.
نكتب بحرقة هذا النص ونحن موقنون بأنه لاحياة لمن تنادي
أو كما يقال بلهجتنا ......إلى من تقرأ زابورك ياداود ؟؟؟ ،لكن لابأس، فلعل وعسى.
كان يوم 5 جويلية1962 يوم تُزغرد فيه النساء ويفرح الشباب فيه والشيب وتُرفع الأعلام عالية مُرفرفة والبارود يُدوّي
وها قد أصبح5 جولية 2008 ،من النساء من تندب فيه على حالها وهي تنتظر
بلهف سماع خبر عن فلذة كبدها الذي لاهو حيّ ولا هو ميت،
بل سمعت بأذني وشاهدت بعيني وأنا أحادث شخصاً تعرض للحقرة يتمنى
لو أن فرنسا لم تخرج من الجزائر ،وهذا لليأس الذي استشرى وسدّ الآفاق الذي وصل إليه الناس .
في هذا اليوم هناك من يتذكر التاريخ ليعتبر، وهناك من حوّل هذا التاريخ للإستغلال والإسترزاق بوضع شارة على قميصه وربطة العنق والذهاب إلى مقام الشهيد
لأخذ صور تذكارية حتى ولو كانت مع أوساريس أو أحد أحفاده وصرف مئات الآلآف من الدينارات ولربما بالعملة الصعبة
ولا يهمه الأمر مادام أن الخزينة هي من تدفع بجرة قلم أو برنّة محمول.
وآآآآآآأسفاه عندما نقلب صفحة الماضي ونطرح السؤال ،لماذا استشهد مليون ونصف مليون من الشعب الجزائري؟؟؟
هل إستشهدوا لتعطى بطاقات المجاهد وتباع وتشترى بها السيارات؟؟؟ أم لتفتح بها المقاهي والحانات؟؟؟
هل إستشهدوا من أجل أن تفتح الكنائس وتُحمى وتغلق المساجد بتهمة ضراروينفى خيرة أبناء الشعب؟؟؟
هل إستشهدوا ليدخل أبناء الحركى أفواجا أفواجا في السرية والعلن بل وكما نسمع ونشاهد التصريحات من هنا وهناك أن منهم من أصبح من صناع القرار بينما يوضع أبناء الشهداء تحت الإقامة الجبرية أو يقتلوا ويصلبوا؟؟؟
هل إستشهدوا من أجل أن تُغتال العربية وتفتح الأبواب للغات أخرى على أساس التحضر الذي أوصلنا إلى الإنسلاخ؟؟؟
هل؟ هل ؟هل ؟هل ؟هل........... كل ماتعمقنا في المسألة أدركنا أن 5 جويلية أصبح عيدا للإستغلال فمتى يُصحّح المسار؟؟؟؟