التقيت البارحة أحد الأصدقاء من المستثمرين الجزائريين الشباب الذي فاجئني عند الحديث عن المنتخب الجزائري بأن رقم أعماله ارتفع إلى 50 مليار سنتيم غداة فوز الجزائر على مصر نتيجة إقبال الجزائريين على الاستهلاك واقتناء المزيد من الحاجيات وابتهاجهم واستعادة شهيتهم بعد انتصار الخضر على مصر وزامبيا . انعكاسات نتائج المنتخب على مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للجزائريين لن تكون كاملة إذا لم يستفيد منها كل الشباب والرياضة الجزائرية، وإذا لم نستثمر فيها وإذا لم نتأخر مثلما تأخرنا في كل مرة عن ركوب القطار. لقد كنا في كل مرة نتأخر مدة من الزمن عن التأقلم مع ما يحدث عندنا وفي العالم، فالتحقنا بركب الاشتراكية في نهايتها عندما تخلى عنها من سبقونا إليها، وأسأنا استغلال الصحوة الإسلامية في نهاية الثمانينيات فحدث ما حدث في بداية التسعينات ثم توجهنا نحو اقتصاد السوق في وقت عاد فيه الجميع إلى الاقتصاد الموجه وتحكم الدولة في زمام المبادرة . إننا نخاف اليوم أن يفوتنا قطار الصحوة الكروية للمنتخب الجزائري وتضيع فرصة الاستثمار والتغيير واستغلال هذا التفتح والتحرر البسيكولوجي لكل الجزائريين بفضل انتصار الخضر. إن رقم الأعمال الذي وصل إليه المستثمر الجزائري المذكور أعلاه لن تصل إلى مستواه الكرة الجزائرية إذا لم نعد النظر في قانون المدرب واللاعب والمسير وإذا لم نعد هيكلة النوادي والمرافق الرياضية والقوانين المسيرة لها وإذا لم نضع معالم الاحتراف الحقيقي قبل فوات الأوان . كما أن تحرر الشباب الجزائري من عقدة النقص والانهزامية التي لازمتنا لمدة طويلة لن يستمر ولن يفيدنا إذا بقي الحال على ما هو عليه، لأن لا شئ تغير لحد الآن ولا يبدو أن هناك أشياء ستتغير مع بداية الموسم الرياضي المقبل.