اف مركب كيميائي خطر في دخان السجائر
4 آلاف مركب كيميائي خطر في دخان السجائر
ان هزيمة الإدمان على تدخين السجاير مسألة صعبة جدا، الا انها تقدم فوائد كثيرة.
لأجيال متعاقبة ساد التصور بأن التدخين ليس سوى عادة. الا اننا نعرف اليوم ان الامر ليس كذلك. فالتدخين ليس عادة - انه إدمان.
ورغم انه قد يكون مقبولا اجتماعيا دون ما سواه من انواع الادمان مثل الكوكايين والهروين، فان الإدمان عليه، يقيد الجسم والعقل بأغلاله بنفس القوة.
وقد أدت التحولات في فهم التدخين الى ظهور تبعات عملية، فإن كان الإقلاع عن هذه العادة يتطلب وجود قوة الارادة، فان هزيمة الادمان تتطلب قوة الارادة وامورا أخرى اكثر منها بكثير، مثل العلاجات المتنوعة التي تزيل بشكل آمن الرغبة الجامحة في التدخين، والادوية التي توقف تلك الرغبة، والعلاج بالاستشارات التي تساعد الانسان على التخلي عن التدخين.
طريق طويل
العلاجات الموجهة لهزيمة الادمان، لم تجعل من مهمة الاقلاع عن التدخين سهلة. فالطريق لا يزال وعرا وطويلا.
وقد يحتاج الكثير من الاشخاص الى اجتيازه عدة مرات قبل ان يصبحوا قادرين على الاقلاع عن التدخين.
ويعتقد بعض الخبراء ان التغيرات التي تحصل في المخ على مدى سنوات من التدخين، ربما تتطلب علاجا طويل المدى، كما هو الحال في علاج مرض السكري او ارتفاع ضغط الدم.
لماذا نهتم بالاقلاع عن التدخين ؟
لأننا سنقلل من مصروفاتنا، ونحصل على طاقة اكثر، وعلى حياة صحية اطول لنا ولمن هم حولنا والذين يتنشقون الدخان الصادر من سجايرنا. ان الفوائد الصحية الشخصية تظهر فور الاقلاع عن التدخين، فخلال 12 ساعة يتخلص الجسم تماما من كل اول اوكسيد الكربون المستنشق من السجاير، ويبدأ الجسم بحمل الدم الى أعضائه بفاعلية اكثر.
وخلال اسبوع تصبح احاسيس التذوق والشم لدينا أكثر حدة. ثم وبعد شهر من الاقلاع عن التدخين فان المنظفات الصغيرة جدا التي تشابه الشعر، الموجودة في القصبات الهوائية تبدأ في الشفاء وفي حماية الرئتين من الغبار، والدقائق المتطايرة، والعدوى.
ويظهر تقرير جديد من «دراسة صحة الممرضات» انه وخلال 5 اعوام من اقلاع النساء المشاركات، عن تدخين السجاير، فان نصف احتمال خطر تعرضهن لأمراض القلب قد انحسر.
وهو الخطر الذي اكتسبته النساء بعد بدئهن بممارسة التدخين. وبعد 20 عاما من الاقلاع عن التدخين، كان خطر وفاتهن بأي من الامراض مساويا لخطر وفاة النساء اللواتي لم يمارسن التدخين (مجلة الجمعية الطبية الاميركية، 7 مايو 2008). واظهرت دراسات اخرى تحسنا مماثلا لدى الرجال.
نقاط جوهرية
التدخين مضر بالقلب وبالأوعية الدموية بنفس اضراره للرئتين
النيكوتين التعويضي، العلاج بالأدوية، والاستشارات، كل على حدة او جميعها، هي أكثر فاعلية في الاقلاع عن التدخين.
فوائد الاقلاع عن التدخين تظهر خلال بضع دقائق.
إدمان النيكوتين
النيكوتين الذي يحصل عليه المدخن خلال «سحبة» نفس واحدة من السيجارة، يشق طريقه نحو المخ خلال عدة ثوان.
وما ان يصل الى هناك، حتى يحفز على تحرير الـ «دوبامين» والمواد الكيميائية الاخرى التي تنشط نهايات الأعصاب.
والناقلات العصبية هذه تتدفق ثم تغرق مركز المكافآت في المخ، مكونة شعورا بالسرور. وكل استنشاق واحد للنيكوتين يعزز هذا الشعور.
ولكن وفي الزمن الفاصل بين تدخين سجارتين، فان النيكوتين ينزاح من الجسم، ولذلك تنحسر مشاعر السرور، وتحل محلها مشاعر اقل سرورا.
وتبدأ بالظهور الاعراض الانسحابية للنيكوتين، الأمر الذي يدفع المدخن الى البحث عن سجارة أخرى للرجوع مجددا الى منطقة السرور.
التدخين والقلب
كيف يؤثر التدخين على القلب ؟
لا يعرف الا القليل من الناس ان التدخين يؤثر تأثيرا سيئا على القلب وعلى الدورة الدموية، مثل تأثيره على الرئتين.
وتتآمر نحو 4 آلاف من المركبات الكيميائية الموجودة في دخان السجاير لكي:
تزيد من سرعة ضربات القلب ومن تصلبه
تقود الى تضيق الاوعية الدموية
تزيد من ضغط الدم
تقلل من مستويات الكوليسترول عالي الكثافة HDL (الحميد)
تساعد على تخثر الدم، وبذلك انسداد الاوعية الدموية
تساهم في تشكيل اللويحات المترسبة في الشرايين التي تؤدي الى انسدادها.
الوسائل المساعدة في الإقلاع
كل منا تقريبا قد عرف او سمع عن شخص نهض صباحا وأعلن انه ينوي الاقلاع عن التدخين، ثم أقلع عنه بالفعل.
وهذا مثال نادر طبعا، اذ ان اكثرية المدخنين الراغبين في الاقلاع عن التدخين، يحتاجون الى المساعدة. وقد اورد تقرير جديد أصدرته خدمة الصحة العامة للولايات المتحدة بعنوان «علاج استخدام التبغ والادمان عليه» الوسائل الموثوقة للاقلاع عن التدخين. وهي:
النيكوتين التعويضي: ان اعطاء المخ ما يطلبه من النيكوتين، من دون اول اوكسيد الكربون او القطران، ومئات المركبات الضارة الاخرى في دخان السجاير، كان من اوائل الاختراقات في الوسائل المساعدة على الاقلاع عن التدخين.
وتأتي وسائل التعويض بالنيكوتين على شكل اللصقات، العلكة، حبوب للمصّ، رذاذات في الانف، او وسائل لاستنشاقه.
ورغم انها كلها تمثل وسيلة واحدة لتجهيز الجسم بالنيكوتين، فإن بعض الناس يفضلون احداها على الاخرى.
اما دمج وسيلتين منها، مثل اللصقة مع العلكة فقد يكون اكثر فاعلية من وسيلة واحدة.
ويقول الدكتور تارو كينونن مدير برنامج الادمان على النيكوتين وعلاجه وابحاثه في جامعة هارفارد، ان «الخطأ الأكبر الذي يقع فيه اكثر الناس المستخدمين للنيكوتين التعويضي، هو انهم لا يأخذون كمية كافية من النيكوتين».
ويضيف «ان عليك ان تعطي المخ كمية النيكوتين التي كان متعودا عليها».
دواء «زيبان»: الوسيلة الاخرى للاقلاع عن التدخين هي دواء مضاد للكآبة يسمى «بابروبيون» bupropion ويسوق باسم Zyban.
ويخفض «زيبان»، الاعراض الانسحابية للنيكوتين، بزيادة نشاط «دوبامين» في المخ.
ولأن «زيبان» لا يحتوي على النيكوتين، فإن بالامكان استخدامه سوية مع وسائل النيكوتين التعويضي.
دواء «تشانتكس»: أحد الادوية الجديدة المسمى «فارنسلين» varenicline الذي يسوق باسم Chantix، وهو يقوم بإزالة كل السرور المصاحب لتدخين السجاير، وذلك بعد التصاقه مع مستقبلات النيكوتين في المخ.
وعندما يصل النيكوتين الى المخ فانه لا يستطيع ان يحفز عملية ازدياد تدفق «دوبامين» لتنشيط مركز السرور في المخ.
ومع جلوس «تشانتكس» فوق المستقبلات فانه يجعلها تحرر الدوبامين ولكن ببطء، الأمر الذي يخفف من الاعراض الانسحابية للنيكوتين.
وقد سارع الاطباء والمدخنون لاختبار «تشانتكس». وكما هو الحال مع الكثير من الادوية الجديدة فان الاعراض الجانبية بدأت بالظهور مع استعمال الملايين له.
وكان من أهم تلك الاعراض: الهياج، الكآبة، التفكير بالانتحار، الاحلام المجسدة، والنعاس.
الاستشارات: اغلب المدخنين يربطون عملية تدخينهم للسيجارة مع احد النشاطات او الاوضاع، مثل تناول قدح من القهوة، او بعد وجبة طعام، او عند الشعور بالتوتر.
ومهمة تحطيم هذه الصلة تشكل جزءا جوهريا في نجاح عملية الاقلاع عن التدخين.
كما ان الاستشارات والدعم الاجتماعي يمكنها المساعدة في تحديد الاوضاع التي تحفز على التدخين، وتحطيم الصلة بينها وبين عملية التدخين، وكذلك المساعدة على التكيف مع الاعراض الانسحابية.
المنطلقات البديلة: بعض الناس يتوجهون الى التنويم المغناطيسي، الوخز بالإبر، العلاج بالاعشاب، والمنطلقات المكملة او البديلة الاخرى، بهدف وقف التدخين. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة دامغة على فاعلية أي من هذه المنطلقات، فان بعض الناس يراها مفيدة.
الاصدقاء والمعارف: افترضت دراسة نشرتها مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» في 22 مايو 2008، ان الازواج، والأصدقاء وزملاء العمل، والمعارف الآخرين، لهم تأثير كبير على عملية وقف التدخين.
وعندما يتوقف شخص ما فان الآخرين حوله يبدأون في التوقف ايضا، ولذلك حاول ان تلتحق بمجموعة الاشخاص الذين اقلعوا عن التدخين، او ان تتحول الى عامل مساعد ومحفز لحلقة جديدة للاقلاع عن التدخين[flash][/flash]