تفاجأ المغتربون القادمون من فرنسا الأسبوع الماضي، حين وطئت أقدامهم تراب الوطن، بجماعات تبشيرية استقبلتهم على مستوى ميناء العاصمة بتشكيلة من الكتب وأشرطة الفيديو عن المسيح عليه السلام ومريم المجدلية إضافة إلى كتاب الإنجيل المترجم إلى العربية وقسيمات للإتّصال.
في عقر دار الإسلام، تستغّل جماعات التبشير بالمسيحية التي تغلغلت بنشاطاتها المكثّفة في عدّة بقاع من الجزائر، دخول الأعداد الهائلة من المغتربين بالخارج هذا الصيف، لتستقبلهم بالدعوات الحثيثة على اعتناق المسيحية وتقديمها في حلّة الديانة المخلّصة، مثلما حدث ذلك بالنسبة للمغتربين القادمين في رحلة بحرية من ميناء مرسيليا الفرنسي الأسبوع الماضي، إذ أفادت مصادر الشروق أنّ المبشرّين يوزّعون تشكيلة من الكتب وأشرطة الفيديو على مرآى ومسمع الجميع على مستوى ميناء العاصمة، وذلك مجّانا للعائلات والأفراد، داعين إيّاهم إلى الإطّلاع عليها والتمعّن في قراءتها.
وقد إطّلعت الشروق على واحدة من هذه الطرود المستخدمة في التبشير، إذ تحتوي على كتاب الإنجيل المترجم إلى العربية الصادر عن دور الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط، إضافة إلى قرص مضغوط "دي في دي" بعنوان "المجدلية" يتضمّن "حياة يسوع المسيح بشهادة مريم المجدلية"، من خلال مشاركتها في وقائع قصّة الفيلم، متتّبعة حياة شخصيات قابلت يسوع المسيح، مع الإشارة إلى أنّ هذا الفيلم متوفّر باللّغة العربية الفصحى والفرنسية والإنجليزية والإسبانية واللّهجة المصرية والقبائلية، كما يتضمّن الطرد المسلّم للمغتربين كتبا للأطفال تحمل في طيّات صفحاتها قصّة المسيح عليه السلام وفقا للرواية المسيحية مرفوقة برسومات أطفال تستهدف هذه الفئة بالذات باللّغة العربية والفرنسية، زيادة على كتاب مؤلّف بعنوان "نجّار وأعظم".
وقد وضعت الجهات التي تقف وراء حملات التبشير بالجزائر جميع البيانات في خدمة المستهدفين للإتّصال بها عن طريق البريد والبريد الإلكتروني والهاتف والفاكس وعبر مواقع الأنترنيت، حيث تحمل القسيمات قسما خاصّا بالمهتّم بالمسيحية ليدوّن عليه كلّ بياناته الشخصية قصد تسهيل التواصل معه في خطوات لاحقة، وقد استهجن المغتربون هذه الاختراقات غير المراقبة والنشاطات التبشيرية التي يزداد امتدادها بجميع الوسائل والكيفيات، في الوقت الذي غزت فيه الكنائس بنشاطاتها السريّة والمفضوحة عدّة مناطق من الوطن