أعلنت، أمس، وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن مناقصة وطنية ودولية لمشروع بطاقة التعريف الوطنية البيومترية والإلكترونية، وحددت الوزارة تاريخ 05 سبتمبر كآخر أجل لتقديم العروض، كما سيتم في ذات اليوم فتح الأظرفة فيما يخص المناقصة·
يأتي تحرك وزارة الداخلية في هذا الوقت بعد أن أخّرت العملية لوقت لاحق، حيث قامت مصالح يزيد زرهوني بإطلاق ورشة كبرى لعصرنة الإدارة المركزية والجماعات المحلية، وذلك بالوضع التدريجي لنظام وطني للتعريف المؤمن·
كما يأتي قبل عام واحد من التاريخ الذي حددته المنظمة الدولية للطيران المدني تاريخ الأول من أفريل 2010 كآخر أجل لإطلاق جواز السفر الإلكتروني والبيومتري لمجموع أعضائها، وكذا أفق 2015 تاريخا للسحب النهائي لسريان جواز السفر الورقي·
ويدخل الإجراء في إطار الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي تمس هياكل مهام الدولة واقتصاد البلد، التي أطلقها رئيس الجمهورية في إطار عصرنة المجتمع، الذي يرتكز على محورين أساسيين، وهما إطلاق بطاقة التعريف الوطنية البيومترية وكذا جواز السفر البيومتري·
ولهذا المشروع غايات رئيسية تتمثل من جهة، في تحسين فعالية تدخل الدولة سواء فيما يتعلق بالتكفل بانشغالات المواطنين، أو وضع قيد العمل السياسة الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى مواجهة وضعيات أزمات·
من جهة أخرى، تهدف هذه العملية الخاصة بعصرنة وثائق الهوية والسفر، إلى تنمية وبصفة متواصلة لسياسات تبسيط وتخفيف الإجراءات الإدارية، وكذا مكافحة البيروقراطية التي تشكل عائقا أمام تنمية البلاد·
وأخيرا، ولمواجهة تحديات العولمة المتسارعة، حددت وزارة الداخلية والجماعات المحلية كذلك كهدف من خلال هذه العملية، حماية المجتمع والبلاد ضد آفة الجريمة المنظمة، وبالأخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذا ظاهرة الإرهاب التي تقوم غالبا بتزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة لانتشارها·
وستكون بطاقة التعريف الوطنية البيومترية والإلكترونية CNIBE وثيقة مؤمنة تماما وذات شكل أكثر مرونة طبقا لآخر التطورات التكنولوجية في العالم، حيث تحتوي بالأخص على شريحة إلكترونية وصورة رقمية، هذه الوثيقة الرسمية والمؤمنة ستضمن للمواطنين الإتمام السريع لمختلف الإجراءات اليومية، بسبب استخداماتها المتنوعة في إطار الربط البيني مع القطاعات الأخرى·
وفيما يتعلق بجواز السفر الإلكتروني والبيومتري، فهو عبارة عن وثيقة هوية وسفر مؤمنة، قابلة للقراءة آليا وتحتوي بصفة خاصة على صورة رقمية وشريحة إلكترونية، وسيكون جواز السفر الإلكتروني مطابقا للمعايير المملاة من طرف المنظمة الدولية للطيران المدني )OACI(·
في نفس الإطار، تمنح الوثيقة المؤمنة ضمانات لأمن تنقل المسافرين على مستوى الموانئ، المطارات والمراكز الحدودية البرية وسيولة التنقل بفضل مراقبة إلكترونية سريعة لوثائق المسافرين، إضافة إلى التعرف الموثوق الذي تسمح به وثائق السفر الإلكترونية والبيومترية·