تظاهر حوالي ألف شخص بالعاصمة الفرنسية باريس، مطالبين الرئيس نيكولا ساركوزي بالاعتراف بمسؤولية الجيش الاستعماري في المجازر التي ارتكبت ضد الجزائريين في الثامن ماي 1945 بعدد من المدن الجزائرية، بينها سطيف وقالمة وخراطة.
المتظاهرون، الذين استجابوا لنداء "حركة أهالي الجمهورية (الفرنسية)"، وهي جمعية تضم الفرنسيين الناشطين ضد العنصرية والتمييز والعبودبة، جابوا شوارع المدينة الباريسية، حاملين لافتة كبيرة كتب عليها "إذا كنا نحن هنا، فلأنكم أنتم كنتم هناك"، في إشارة ضمنية إلى مسؤولية الدولة الفرنسية في وجود أبناء المستعمرات السابقة اليوم على التراب الفرنسي.
وقالت حورية بوثلجة الناطق باسم "حركة أهالي الجمهورية" في تصريحات للصحافة: "8 ماي هو يوم سقوط حكومة فيشي الفرنسية العميلة للنظام النازي وإعادة تأسيس الدولة الفرنسية، غير أنه في ذات اليوم وقعت مجازر سطيف"، وانتقدت بشدة استعمال الشرطة الفرنسية القوة المفرطة لمواجهة الجزائريين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم السياسية، بعد الوعود التي أطلقتها السلطات الفرنسية قبل الحرب العالمية الثانية.
وكان بين المتظاهرين سياسيون منهم أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي، منهم حليمة بومدين تييري (عن حزب الخضر)، التي دعت باريس إلى الاعتراف بأعمال الإبادة التي ارتكبتها في الجزائر، رافضة التسليم بوجود ثغرات في الذاكرة الفرنسية.
وبموازاة ذلك، قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التحية لقوات المستعمرات الفرنسية السابقة والذين منهم عشرات الآلاف من الجزائريين المجندين بالقوة، التي نزلت في جنوب فرنسا قبل 65 عاما للمساعدة في هزيمة النازيين فيما أطلق عليه "يوم الإنزال المنسي".
واستغل ساركوزي الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 64 للنصر في أوروبا أو انتصار الحلفاء على المحور في أوروبا، للإشادة بالذين لم يعترف التاريخ إلا بالقليل من أعمالهم.
وقال ساركوزي في خطاب ألقاه على شاطئ "لانارتيلي" في سانت-ماكسيم جنوب شرق فرنسا، إن القوات الفرنسية، بما فيها المستعمرات الإفريقية، "لعبت دورا حاسما على الإطلاق في إسهام فرنسا في النصر النهائي"، على النازيين في الحرب العالمية الثانية.
وخص ساركوزي بالذكر المقاتلين الجزائريين والتونسيين والمغاربة الذين بلغ عددهم 55 ألف مجند، إلى جانب السنغاليين وفرسان شمال إفريقيا، الذين قاتلوا لفرنسا "مثل بلادهم الأم، ولم يضنوا بجهد أو دماء"، مؤكدا بأن فرنسا "لن تنسى تضحياتهم".
ويتقاضى قدامى المحاربين من المستعمرات الإفريقية السابقة لفرنسا منحة شهرية تعادل حوالي 150 أور شهريا في حين يتقاضى زملاؤهم الفرنسيين 600 أورو، فيما بررت السلطات الفرنسية، هذا التباين بالاختلاف في قيمة النفقات بين فرنسا والمستعمرات السابقة.
وقد تعهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عام 2006 بتسوية الاختلاف في منح جنود المستعمرات السابقة الباقين على قيد الحياة مع نظرائهم الفرنسيين بداية من عام2007، لكن هذه الزيادة لم تشمل الجميع، إلى غاية اللحظة.
رويترز