الزواج في العصر العباسي
بالغ العرب في العصر العباسي باهتمامهم في حفلات الزواج حتى أن هناك سوق في بغداد سُمي : " سوق العروس " ، لتجهيز العرائس
بالطرائف والنفائس .
وبالغ الخلفاء والأمراء في إقامة حفلات الزواج التي تتجلى فيها أقصى مظاهر البذخ والترف والإسراف ، ويبدو ذلك في ما فعله "المهدي " عند زواج ابنه "هارون الرشيد " ، بالسيدة " زبيدة " ، إذ بلغت نفقات هذا الحفل خمسين مليون درهم .
وكذلك عرس " المأمون " " بِبوران بنت الحسن بن سهل " ، حيث تراوحت نفقاته ما بين 35 مليون درهم و 37 مليون درهم .
كما ويصف "المقريزي " جهاز قطر الندى ابنة خمارويه الطولوني عند زواجها من الخليفة المعتضد العباسي ، فيقول : " من جهازها دكة من أربع قطع من الذهب ، عليها قبة من ذهب مشبك ، وفي كل عين من التشبيك قرط ، معلق فيه حبة من الجوهر لا يعرف لها قيمة ، ومائة هاون من الذهب لدق الطيب وألف تكة ثمن الواحدة عشرة دنانير ، هذا إلى جانب الحناء ، ومن أجود الأصناف ، وقد بلغ مهرها مليون درهم .
ففَرق شاسع ما بين هذا الجهاز للعروس والجهاز في صدر الإسلام ، حيث كان جهاز فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم حين زفّت لعلي ، سرير ووسادة حشوها ليف ، وإناء للشرب ، وقربة ومنخل ، وقدح ، وأهدت اليها بعض النساء بردين مزينين بالفضة والزعفران .