لم تكن مهمة التوفيق بين الدراسة الجامعية وحفظ القرآن الكريم بالأمر الهيِّن على 5 شقيقات من عائلة الصولي بمدينة الأغواط الجزائرية.. لكنهن وبفضل تشجيع الأم -التي شاركتهن التحدي- استطعن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال سنتين، ليؤكدن أن الجد والمثابرة وتوافر الرغبة، وصفةٌ مضمونة يكون النجاح هو النتيجة الطبيعية لتعاطيها.
الشقيقات الخمس؛ هن: خديجة وهاجر اللتان تدرسان الإعلام الآلي بجامعة الأغواط، وسمية التي اختارت مجال الهندسة المعمارية بنفس الجامعة، بينما حازت نفيسة على البكالوريا عام 2008، أما الصغيرة مامة ذات الـ15 سنة فتواصل مسيرتها الدراسية بجد ومثابرة مقتفية إثر أخواتها، وخلفهن بالتشجيع والمشاركة تقف الأم "العقون.م" التي لم تحصل من التعليم سوى على الابتدائية.
الأم أكدت أن بدايتها مع القرآن الكريم كانت قبل عامين في حلقة حفظ القرآن بمسجد الإمام مالك بالأغواط.. وأعربت عن شكرها لشيخ الحلقة أبو القاسم كيرد، الذي كان لأسلوبه في التحفيظ الدور الأكبر في ربطها وبناتها بحلقة التحفيظ. وقالت لصحيفة (الخبر الجزائرية) في عددها الصادر اليوم الاثنين 10 أغسطس 2009: "شعرت وبناتي بفضل أسلوب الشيخ أن القرآن والحلقة جزء لا يتجزأ منّا".
ويعتمد الشيخ في التحفيظ على طريقة التناوب بين الفرد والجماعة، وهي طريقة منهجية تساعد على الحفظ، بحسب ما أكدت الشقيقة الكبرى.
لا تعارض بينهما
وترجع الأم وبناتها قدرتهن على الحفظ إلى تنظيم الوقت، فبه استطعن التوفيق بين واجباتهن: الدراسية، والمنزلية، وحفظ القرآن.
وتبدأ الأم يومها بالأعمال المنزلية بشكلٍ عادي، حيث تقوم بإعداد إفطار الصباح بعد صلاة الفجر قبل تهيئة الظروف لبناتها حتى يذهبن للدراسة، لتقوم بعد ذلك بحفظ آياتٍ من القرآن الكريم.
وبعد العصر ترافق بناتها إلى المسجد، حيث حلقة التحفيظ لتستظهر ما حفظت، وعند العودة تتابع شئون منزلها، وفي آخر الليل تحفظ جزءًا تراجع عليه في الصباح.
أما الشقيقات الخمس فيحرصن بعد العودة من دراستهن على الذهاب لحلقة التحفيظ، وبعد مراجعة دروسهن يكون للقرآن نصيبٌ من يومهن، لمتابعة ما تعلموه في حلقة التحفيظ.
غير أن هذا البرنامج يتغير تمامًا في شهر رمضان بحسب ما أكدت الأم وبناتها، حيث يحتل القرآن الكريم مساحةً أكبر من الوقت بعد صلاتي القيام والفجر