حفل اليوم الثامن قبل الأخير من بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى على الملعب الأولمبي في برلين، بالانجازات حيث توّج العداء الجامايكي اوساين بولت بلقبه العالمي الثالث وقهرت كينيا منافستها إثيوبيا في الماراتون و5 آلاف م، وشهد تحطيم رقم قياسي عالمي في رمي المطرقة.
كما أضاف الأسترالي ستيفن هوكر اللقب العالمي إلى الأولمبي في مسابقة القفز بالزانة، واستعاد الأميركي دوايت فيليبس عرشه العالمي في الوثب الطويل ونال اللقب الثالث، وأكدت سيدات جامايكا سيطرتهن في سباق التتابع 4 مرات 100 م.
وقاد العداء الأسطورة بولت منتخب بلاده إلى إحراز ذهبية سباق التتابع 4 مرات 100 م رافعاً رصيده الشخصي إلى ثلاثة ألقاب عالمية بعد سباقي 100 م و200 م برقميهما القياسيين الخرافيين (9.58 ثوان و19.19 ثانية على التوالي)، فكرر بالتالي انجاز الأميركي جيسي أوينز الذي أحرز 3 ذهبيات على الملعب ذاته قبل 73 عاماً (100 م و200 م والوثب الطويل) وتحديداً في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، بيد أن انجاز الجامايكي أروع لأنه تضمن رقمين قياسيين عالميين.
وعلى الرغم من فشله في تكرار انجازه التاريخي في دورة الألعاب الاولمبية في بكين (3 ألقاب أولمبية و3 أرقام قياسية عالمية) فإن بولت ترك بصمة رائعة ستبقى خالدة في الأذهان أعواماً طويلة.
واكتفى المنتخب الجامايكي الذي كان مكوناً من بولت وأسافا باول وستيف مولينغز ومايكل فريتر، بالميدالية الذهبية فقط دون تحطيم الرقم القياسي العالمي المسجل بإسمه منذ دورة بكين (37.10 ث) حيث سجل في سباق اليوم 37.31 ثانية.
وضم المنتخب الجامايكي 3 عدائين ساهموا في تحطيم الرقم القياسي العالمي في بكين وهم بولت وباول وفريتر، وكان الغائب هو نيستر كارتر.
وعادت الفضية إلى ترينيداد وتوباغو (37.62 ث) والبرونزية إلى بريطانيا (38.02 ث).
وغابت الولايات المتحدة بسبب إقصائها من الدور الأول أمس الجمعة بسبب خطأ في تسليم العصا.
ذهبية التتابع 4 مرات 100 م لسيدات جامايكا
ونجحت سيدات جامايكا أيضاً في الفوز باللقب العالمي للسباق ذاته وأضفن أيضاً اللقب العالمي إلى الأولمبي الذي نلنه في بكين.
واستغلت جامايكا غياب الولايات المتحدة عن الدور النهائي بسبب إصابة عداءتها منى لي عندما تسلمت العصا من مواطنتها ألكسندريا أندرسون في بداية الـ100م الثالثة في الدور الأول حيث تعثرت وخرجت عن المضمار ماسكة أعلى فخذها الأيسر قبل أن تسقط على الأرض ليتدخل الجهاز الطبي لتقديم الإسعافات الأولية إليها.
وكان المنتخب الأميركي خرج من الدور الأول أيضاً في دورة الألعاب الأولمبية في بكين الصيف الماضي التي نالت جامايكا لقبها.
وقطعت جامايكا المسافة بزمن 42.06 ثانية، وعادت الفضية إلى باهاماس (42.29 ث)، والبرونزية إلى ألمانيا (42.87 ث).
وتدين جامايكا بلقبها إلى شيلي-أن فريزر بطلة العالم لمسافة 100م ووصيفتها كيرون ستيوارت.
ثنائية كينية في الماراتون
وأحرز الكيني أبل كيروي ذهبية الماراتون بعدما قطع مسافة السباق البالغة 42.195 كلم بزمن ساعتين و6 دقائق و54 ثانية مسجلاً رقماً قياسياً جديداً للبطولة ماحياً الرقم السابق وهو 2.08.31 ساعة وكان بحوزة المغربي جواد غريب منذ تتويجه باللقب العالمي للمرة الأولى في 30 آب/أغسطس 2003 في سان دوني (فرنسا)، علماً بأن الأخير توّج باللقب العالمي أيضاً عام 2005 في هلسنكي، بيد انه غاب اليوم بسبب الإصابة في أسفل الظهر.
وعادت الفضية إلى الكيني الآخر إيمانويل كيبتشيرتشير موتاي الذي سجل 2.07.48 ساعة، وكانت البرونزية من نصيب الإثيوبي تسيغاي كيبيدي بزمن 2.08.35 ساعة.
وهي المرة الثالثة فقط خلال 24 عاماً من انطلاق بطولة العالم التي تنجح فيها كينيا الشهيرة بعدائي الماراتون، في نيل الذهب بعد دوغلاس واكيهوري عام 1987 في روما ولوك كيبيت في النسخة الحادية عشرة في أوساكا عام 2007.
وتصدر كيروي، ثالث ماراتون روتردام هذا العام، وموتاي السباق حتى الكيلومتر 37 عندما انطلق الأول بمفرده حتى خط النهاية.
وكان كيروي حل ثانياً في ماراتون برلين في 30 أيلول/سبتمبر 2007 خلف الإثيوبي هايله جبريسيلاسي الذي حطم وقتها الرقم القياسي العالمي للسباق مسجلاً 2.04.26 ساعة، علماً بأن الرقم القياسي العالمي الحالي بحوزة جبريسيلاسي بالذات وهو 2.03.59 ساعة وسجله في 28 أيلول/سبتمبر 2008 في برلين أيضاً.
وقال كيروي: "كنت مصمماً على أن أصبح بطلاً للعالم مرة واحدة في حياتي، ونجحت اليوم في ذلك. أنا سعيد بإنجازي خصوصاً هنا في برلين حيث خضت سباقات جيدة"، مضيفاً "إنه درس وأمر صعب، لكن بإمكان أي عداء تحقيقه".
وأوضح كيروي أن هدفه الآن "هو تحطيم الرقم القياسي العالمي للسباق"، وقال "سأستعد لتحطيم الرقم القياسي العالمي في المستقبل القريب من خلال التدريبات الشاقة والضرورية. ارغب في تحقيق 2.03.30 ساعة في المستقبل القريب وتحديداً بين سباق اليوم والعام المقبل".
وكانت المنافسة على اللقب العالمي مفتوحة خصوصاً في ظل غياب جبريسيلاسي حامل الرقم القياسي العالمي والكيني صامويل وانجيرو بطل أولمبياد بكين والمغربي غريب بطل العالم مرتين ووصيف بطل أولمبياد بكين، والكيني الآخر لوك تيبيت بطل العالم في النسخة الأخيرة في أوساكا.
وكان أول العدائين العرب المغربي عادل الناني وحل سابعاً بزمن 2.12.12 ساعة، فيما توقف القطري مبارك حسن الشامي وصيف بطل النسخة الأخيرة في أوساكا، عند الكيلومتر 25 على غرار المغربي عبد الرحيم الكومري والبحريني ستيفان لوريو قمر.
وحل المغربي الآخر رشيد كيسري في المركز السادس والعشرين بزمن 2.17.01 ساعة، والبحريني خالد كمال ياسين في المركز 40 بزمن 2.20.11 ساعة. وانسحب الليبي علي مبروك الزايدي.
تشيريوت تجرد ديفار من اللقب
وجردت الكينية فيفيان تشيريوت الإثيوبية ميسيريت ديفار من اللقب العالمي لسباق 5 آلاف م. وكانت ديفار في طريقها إلى الاحتفاظ باللقب العالمي عندما تصدرت السباق حتى الأمتار الخمسين الأخيرة، بيد أن تشيريوت نجحت بفضل سرعتها النهائية من انتزاع المركز الأول واللقب العالمي بزمن 14.57.97 دقيقة.
وانهارت ديفار في الأمتار الأخيرة حتى أنها أهدرت فرصة إحراز الفضية التي نالتها الكينية الأخرى سيلفيا جيبيووت كيبيت بزمن 14.68.33 دقيقة. واكتفت الإثيوبية بالمركز الثالث والميدالية البرونزية بزمن 14.58.41 دقيقة.
وكرست تشيرويت (25 عاماً) وصيفة بطلة النسخة الأخيرة في أوساكا عام 2007، تفوق كينيا في المسافات الطويلة بعدما كانت مواطنتها لينيت ماساي سحبت البساط من تحت أقدام الإثيوبيات اللاتي سيطرن على سباق 10 آلاف م في السنوات العشر الأخيرة.
ونجحت ماساي في انتزاع المعدن الأصفر من فم الإثيوبيتين ملكامو وايالو، فيما كانت ديفار حلت خامسة.
وتأثرت إثيوبيا كثيراً بانسحاب نجمتها تيرونيش ديبابا التي دخلت التاريخ في النسخة قبل الماضية في هلسنكي عندما باتت أول عداءة تحرز ذهبيتي سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م في بطولة واحدة علماً بأنها كانت تخوض ثاني سباق رسمي لها في المسافة الأخيرة عندما سجلت وقتاً مقداره 30.15.67 دقيقة وهو سابع أفضل توقيت في التاريخ، ثم نالت المعدن الأصفر في النسخة الأخيرة في أوساكا في 10 آلاف م وفي دورة الألعاب الأولمبية في بكين.
لقب عالمي ثالث لفيليبس
وأحرز الأميركي دوايت فيليبس ذهبية مسابقة الوثب الطويل مسجلاً 8.54 متراً في محاولته الثانية، ونال اللقب العالمي الثالث بعد عامي 2003 في باريس و2005 في هلسنكي، علماً بأنه أحرز اللقب الأولمبي في أثينا عام 2004.
ومنذ تتويجه باللقب العالمي الثاني، تراجعت نتائج فيليبس بشكل لافت قبل أن يستعيد مستواه مطلع الموسم الحالي بتحقيقه رقماً قياسياً شخصياً قدره 8.74 م.
وعادت الفضية إلى الجنوب أفريقي غودفراي موكوينا صاحب فضية بكين (8.47 م) والبرونزية إلى الأسترالي ميتشل وات (8.28 م).
وفشل البنمي إيرفينغ سالادينو حامل اللقب وبطل أولمبياد بكين 2008 في ثلاث محاولات متتالية وخرج خالي الوفاض على غرار المغربي يحيى برابح الذي أنهى المنافسات في المركز العاشر (7.83 م).
فلودارسيك تحطم الرقم العالمي وتسجل 77.96 م
وأحرزت البولندية أنيتا فلودارسيك ذهبية مسابقة رمي المطرقة مسجلة رقماً قياسياً عالمياً جديداً قدره 77.96 متراً ماحية الرقم القياسي السابق وهو 76.80م وكان مسجلاً بإسم الروسية تاتيانا ليسينكو منذ 26 أيار/مايو 2007.
وهو ثالث رقم قياسي عالمي في البطولة بعد الرقمين الخرافيين للجامايكي اوساين بولت.
وعادت الفضية إلى الألمانية بيتي هايدر حاملة اللقب العالمي في أوساكا (77.12 م)، والبرونزية إلى السلوفاكية مارتينا هراسنوفا (74.97 م).
وكانت فلودارسيك (24 عاماً) حلت سادسة في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008، علماً بأن رقمها القياسي الشخصي كان 77.20 م وسجلته في الثامن من آب/أغسطس الحالي.
هوكر في قفزتين
وأحرز الأسترالي ستيفن هوكر ذهبية مسابقة القفز بالزانة مسجلاً 5.90 م في محاولتين حيث فشل في الأولى في تخطي 5.85 م ونجح في الثانية في تخطي 5.90 م.
وهو ثاني لقب كبير لهوكر بعد اللقب الأولمبي الذي ناله في بكين العام الماضي مسجلاً رقماً قياسياً أولمبياً جديداً مقداره 5.96 أمتار.
وعادت الفضية إلى الفرنسي رومان مسنيل (5.85 م) والبرونزية إلى مواطنه رينو لافيلني (5.80 م).