السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهد به ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضلله، ومن يضله فلن تجد له وليا مرشدا أما بعد.
لا شك أن الأسرة هي الخلية الأساسية الذي يتركب منها جسد المجتمع الكبير.
مفهوم الأسرة في الإسلام يتضمن العناصر الثلاثة لآتية:
1- العلاقة بين الزوجين
2- رعاية الأبناء
3- بر الوالدين
فمن أهم العناصر التي يجب تنبيه الشباب اليها هو:
بر الوالدين:
فمن أهم الواجبات التي اهتم بها الإسلام وأولاها عناية فائقة بر الوالدين، ورعايتها، والإحسان إليها، وذلك اعترافا بفضلهما وردا لجميلها. ولشدة عناية الإسلام بهذه القضية فإن الله تعالى قرن الأمر بعبادته في القرآن بالأمر بالإحسان إلى الوالدين. هذا له دلالة الواضحة على علو منزلتهما وعظم شأنهما عند الله تعالى.
والآيات الكريمة الواردة في هذا الشأن كثيرة منها، قوله عز وجل: « وقض ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إلا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً » الإسراء الآيتان 23-24
إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأبناء والتضحية بكل شيء حتى بالذات وسرعان ما ينسى الأولاد هذا كله وينشغلون بزوجاتهم ودرياتهم فمن تم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء إنما يحتاج الأبناء استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي انفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف
وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله تعالى يحمل معنى الأمر المؤكد بعد الأمر المؤكد بعبادة الله.
ولخطورة قضية الوالدين وجلالة منزلتها في الإسلام فان رسول الله (ص) قد عد عقوق الوالدين من اكبر الكبائر التي توضع بجوار الإشراك بالله تعالى جنبا إلى حين فقال( ص) «الكبائر الاشتراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس» كما جعل النبي( ص) وجود الوالدين فرصة ثمينة لدخول الجنة ينبغي أن لا تضيع فعن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله( ص) قال: « رغم انفه تم رغم انفه تم رغم انفه فقيل من يا رسول الله قال : من أدرك والديه عند الكبر أو احدهما تم لم يدخل الجنة»
ولقد أوصى الإسلام بالأم وصاية خاصة وأولاها عناية فائقة اعترافا بفضلها وتقديرا لجهودها قال تعالى « حملته أمه كرها ووضعته كرها »