العربية تحوّلت إلى لغة خشب ولغة عنف
ذكر الحبيب السايح أن الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية تمر اليوم بمرحلة صعبة وجد حرجة، تفتقد فيها القدرة على إثبات ذاتها.
ذكر الحبيب السايح في مقاربة حملت عنوان ''التأسيس لصنعة روائية في الجزائر''، قدمها، على هامش الصالون الدولي للكتاب بتونس، أن حال الرواية المكتوبة باللغة العربية في الجزائر لا يبعث على كثير من الطموح، قائلا: ''روايتنا العربية: متشابهة اللغة، متناقلة التيمات حد المماثلة''.
وحاول السايح تعديد مختلف الإشكاليات التي توّاجه تطور الكتابة الروائية، خصوصا فيما يتعلق بافتقاد المبدعين للغة خطاب ثابتة، قائلا: ''نكتب في وضع لساني معقد، نكتب من مخيال مركب، وسط مواجهة خفية حينا، علنية حينا آخر، ذات أبعاد لغوية''. مضيفا ''نكتب إعلانا عن هويتنا، دفاعا عن وجودنا''، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى حقيقة اتساع دائرة الانبهار بالآخر، أي الرواية الغربية، ما أدى إلى تغليب نظرة تجارية على الرواية العربية بحثا عن إبهار القارئ؛ حيث لم يتوان، صاحب ''تلك المحبة''، على التهجم على مختلف الكتّاب الذين صاروا يبحثون على بريق الشهرة من خلال سلك منهج الكتابة باللغة الفرنسية.
ويذكر، في السياق نفسه، أن المتلهفين إلى الكتابة باللغة الفرنسية التي دخلت الجزائر كغنيمة حرب، لا يبحثون سوى عن مطمح الانتشار وتحقيق الشهرة واكتساب المجد والتظاهر بالحداثة؛ حيث عاب على الواقع الثقافي المعيش حقيقة اكتساح الفرنسية الأوساط التي كان من المفترض أن تدافع عن وجود اللغة العربية التي آلت، مع وقت، إلى وضع حرج جدا، منحسرة بفعل انهيار مشروع الجزائر الاجتماعي الوطني والقومي، حيث صار يُنظر إليها، من جهة، على أنها لغة خشب. ،من جهة أخرى، لغة عنف، متصلة بالة الخطاب الديني المتعصب.
واختتم السايح المقاربة ذاتها بالتأكيد على أنه لا مفر من الاعتراف بأن ذاكرة الجزائريين لا يزال يطرّقها اليوم رنين خطابي اللغتين الفرنسية والعربية واللذين جمعتهما معاصفة الشعبوية.