يعتقدالكثيرون أن بكاء الرجل ضعف منه إلا أنه في الحقيقة ما هو إلا وسيلة للراحة النفسية وكثيراً ما نسمع البعض يقول إن الرجل لابد أن تكون كرامته قوية بحيث يتماسك ولا يبكي أمام الآخرين ولا يضعف أمام أي مشكلة تواجهه دون أن يفرقوا في المفاهيم بين البكاء والضعف فلا علاقة لأحدهما بالآخر ويتناسون كذلك أن الرجل في النهاية إنسان بين جوانحه قلبٌ ينبض ويحتاج إلى أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه.
بيئة شرقية
و يقول عدنان الدخيل يرجع هذا إلى البيئة الشرقية وطبيعة التفكير في مجتمعنا الشرقي الذي يعتبر الرجل الذي يبكي كأنه استسلم وأنه ضعيف الشخصية، فمع الأسف إن الرجل في مجتمعاتنا الذكورية تربى على أن البكاء عيبٌ حتى أننا مازلنا نسمع الأمهات يقلن لأطفالهن لا تبكِ أنت رجل بطريقة عفوية دون أن يأخذن في الحسبان أن هذه العبارة ستجعل منه إنساناً يدفع طوال عمره ضريبة عالية جداً لأنه زُرع في داخله أن البكاء ضعف فالبكاء مثل الضحك فالضحك تعبير عن الفرح وتعبير عما يحسه الإنسان كذلك البكاء تعبير عن الحزن وما يختلج في نفس الإنسان.
دعوة للبكاء
وينوه خالد مفرح أخصائي اجتماعي لوجود دراسات نفسية تدعو الرجل لأن يصرخ ويبكي ويحرر دمعته الحزينة ويذرفها بكل سخاء دون خجل، فالبكاء دواء ناجع يشعر بعده الإنسان براحة عجيبة، فلماذا يكتم الرجل التعبير عن حزنه؟أهو عيب أم قدح في رجولته أم أنه كبرياء؟إن البكاء انفجار يحدث داخل جسم الإنسان نتيجة لبعض الضغوط أو المشاكل التي قد تواجهه هذا الإنفجار إما أن يظهر فيخرج على شكل دموع أو أن يكبته الشخص داخله فيتحول إلى حسرات وآهات قد تؤدي في النهاية إلى دمار الصحة وهلاكها.
مدلولات
و يؤكد فهد الحسين على وجود مدلولات ومعان لا يعرفها سوى الرجل نفسه فتلك الدمعة التي تنزل من عينيه ليست بالهينة بل إنها دمعة شجاعة منه يحطم بها كل معاني الكبرياء والمنعة وقد تكون المرأة أكثر بكاءً من الرجل إلا أن هناك مواقف لا تفرق بين المرأة والرجل مثل وفاة الأولاد والأقارب وأحد الأصدقاء وأحياناً البعد عن الأهل فترة طويلة ومع ذلك تبقى لبكاء الرجل خصوصية مختلفة تماماً عن بكاء المرأة. فالمرأة تعودت على أن تذرف الدموع في كل مناسبة ولكن الرجل لا تنحسر دمعة في عينيه إلا إذا فقد شيئاً ثميناً من حياته لذلك فإن الدموع التي تنزل من عينيه لا تعبر إلا عن مشاعر صادقة.