ازدحام شديدا, ختناقات مرورية, ضغوط في العمل, مشاكل في المنزل, استفزازات يومية تجعلك لا تريد النهوض من السرير وتجد نفسك تردد جزءا من رباعية الراحل العبقري صلاح جاهين مرغم عليك يا صبح مغصوب يا ليل لا دخلتها برجليا ولا كان لي ميل ولكن بما أن الشكوي مما يحيط بك من مضايقات واحباطات لم تنفع ما رأيك أن تجرب طريقة جديدة في التعامل مع هذه المواقف وتحاول أن تكون' لطيفا' في كل علاقاتك.
لا تندهش هكذا أو تمتعض, لأنك لو نجحت في تطبيق نظرية حسن المعاملة واللطف ستشهد علاقاتك وعملك ازدهارا غير مسبوق.
ولكن قبل أن تبدأ في محاولة أن تكون لطيفا مع الآخرين عليك أولا ان تكون لطيفا مع نفسك وتعزز تقديرك لذاتك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.وكن لطيفا وإلا' وأن تحب نفسك من جديد وتعيد اكتشافها وتضع برنامجا للأمور التي تسعدك وتبالغ في تدليلها أحيانا حتي لو تطلب الأمر أن تقدم لنفسك الهدايا.
ربما تري في ذلك تشجيعا علي الأنانية والنرجسية , ولكن حب الذات و تدليلها أول خطوة لاكتشاف' الشخص اللطيف'بداخلك.
وسوف تسأل ماذا لو رغبت في الاتصاف باللطف وحسن المعاملة وكان رئيسي متجهما فظ الطباع؟
بجانب التحلي بالصبر, يمكنك نشر ثورة اللطف بين زملائك بحيث يصبح المدير محاصرا ويضطر إلي' ضبط'طباعه السيئة نوعا ما. وربما يدرك يوما ما أن المدير هو المسئول الرئيسي عن نشر جو من الود والحماس والتعاون في مكان العمل.وإذا كانت المدرسة القديمة في التعامل مع المرؤوسين تلقن الرؤساء انهم من يملي القراراتومن يتحكم ومن يسيطر, فان المدرسة الجديدة تري ضرورة أن يتولي الرئيس مهمة تدريب وتشجيع وتحفيز مرؤوسيه وأن يكون مصدرا لبث الإلهام والحماس في نفوسهم مع إدراك أهمية أن يعهد إليهم ببعض الصلاحيات.فإذا لم يكن المدير لطيفا ولم يشعر الموظفون بالمتعة في عملهم فان القدرة علي الإبداع والابتكار يتدني مستواها وتفسح الطريق أمام غياب روح الحماس.
ولترسيخ المعاملة الحسنة واللطف في مكان العمل لابد من التخلي عن محاولة إمساك العصا من المنتصف فلا توجد مناطق رمادية تسمح لك أن تكون لطيفا حينما ترغب في ذلك وتجاه أشخاص بعينهم.
وربما يشكك البعض في أهمية اللطف وربما يعتقد آخرون أن الشخص الطيب أو اللطيف هو شخص مهيض الجناح يستخف به الآخرون ويستغلونه ولكن من قال ان تحليك باللطف يشترط أن تتخلي عن قوة الشخصية والجرأة والعمل الجاد والحسم والإرادة النافذة.كل ما عليك التخلي عنه هو نفاذ الصبر والعبوس والغرور وعدم التسامح.
إن الاتصاف باللطف وليس مجرد التظاهر به كفيل بان يفتح لك الأبواب لتحصل علي ما تريد وتجتذب الاهتمام ويترك انطباعا فوريا دائما لدي الآخرين أعمق من أية سمة شخصية أو صفة جسدية.
كن لطيفا من أجل عالم ألطف.