ستخدم سكان الجزيرة العربية الكمأة كطعام شهي لا يتعب الإنسان في زراعته وسقياه، وتحدث عن فوائده بعض علماء العرب حيث قال أبوعبيد، المراد بالكمأة انها كالمن الذي كان يسقط على بني إسرائيل سهلاً بلا علاج، فهكذا الكمأة لا مجهود فيها ببذر ولا سقي.
وقال ابن سينا "الكمأة يخاف منها الفالج والسكتة وماؤها يجلي العين وهي أصل مستدير، لا ساق له ولا عرق، لونه إلى الغبرة كالقطن، يوجد في الربيع تحت الأرض"
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه البخاري ومسلم ...
وقد روى الطبري عن جابر قال: "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم عن أكلها، وقالوا هي جدري الأرض، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه مسلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاسم العلمي
الكمأة نوعان ( الزبيدي ) واسمه العلمي Tirmania nivea وهو الأكثر انتشارا في سيناء ، ومنه نوع آخر هو ( الخلاسي ) وهو نادر واسمه العلمي Terfezia claveryi
الأسماء الأخرى الشائعة
الكمي – نبات الرعد - الفقع – كنز الصحراء – ترفاز وترفاس والبعض يحرفها إلي تلفاس وتلفاز
موطن الكمأة أو الفقع
الفقع هو جمع لكلمة فقعه هكذا يطلقون عليه في بعض مناطق الخليج والجزيرة العربية، وفي منطقة بلاد الشام وفي مصر والمغرب العربي وفي بعض الدول الأوربية .
يسمونه "الكماه" تحريفا عاميا لاسم "الكمأة" وهو اسمه العربي العتيق، ولمَّا كان بعضٌ من محبيه على قناعة لا تَقْبل جدلا، وهي أنه من فعل الرعد في أرض الصحراء، عقب شتاء ممطر، لهذا يشيع موسمه في نهاية فصل الشتاء، أو بداية فصل الربيع، وعليه فقد تعارفوا على تسميته باسم نبات الرعد.
وربما كانت قلة من الناس، تعرف عنه أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.
وللفقع اماكنه فهو لايوجد بكل مكان ويستدلون عليه بنبات الرقروق او( الارقه).
المحتويات الكيميائية
يبدو أن الإنسانَ قد استشعرَ قيمةَ الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان، مما لا يتفق مع النظرة العلمية الحديثة التي تعتمد التحاليل المخبرية، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على :
9% بروتين
13% مواد نشويه
1% دهون لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع
وأن ثلاثة أرباعه (75%) من الماء، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، وهي غنيه بفيتامين (ب1) و (ب2 ). كما تحتوي على بعض الأحماض المساعدة للجهاز الهضمي .تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيها بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، أضفْ إلى هذا رائحةَ الفقع المحببةَ وطعمَه الأشهى، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليه مهما غلا الثمنُ وارتفع
أنواعه
الزبيدي
ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك .
الخلاسي
ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي .
الجبي
ولونه يميل أسود إلى محمرة وهو صغير جدا .
الهوبر
ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادرا ما يؤكل.
الاستعمالات
هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية.
1 ـ الاستعمالات الداخلية للكمأة:
ـ تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
ـ تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين. ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيدا وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم. وينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم. كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية.
ـ تستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل فعلي منها بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
2 ـ الاستعمالات الخارجية:
ـ لقد ثبت مجازيا أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وعليه فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.