إختلف العلماء حول حكم الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على عدة آراء
فيرى بعظهم أن ذالك بدعة محرمة مطلقًا لا يجوز القيام بها
ويرى البعض الآخر جواز ذلك مطلقًا
أما أكثر أهل العلم فقد توسطوا في ذالك حيث قالوا بأن ذكرى المولد النبوي الشريف هي مناسبة و حدث من الأحذاث الكثيرة التي يزخر بها تاريخنا الإسلامي كحادثة الإسراء و المعراج و الهجرة النبوية و غزوة بدر الكبرى و فتح مكة و حجة الوداع و غيرها كثير .
و إحياء هذه المناسبات التاريخية جائز و محمود بشروط:
- أن لا يعتقد المسلم بأنه عيد ثالث للمسلمين لأن أعياد المسلمين محصورة في عيدين إثنين لا ثالث لهما( الفطر و الأضحى).
فأن إعتقدنا بأنه عيد ثالث للمسلمين نكون قد إبتدعنا و زدنا في الدين ما ليس منه و كل بدعة في الدين ضلالة؟
- أن نحي هذه المناسبات الآسلامية بالزيادة في الطاعات و الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة النافلة و القيام و صوم التطوع وإخراج الصدقات و غيرها.
- أن لا يخالط هذه الإحتفالات مناكر و معاصي كالإختلاط الفاحش بين الرجال و النساء ، و شرب الخمور , و إرتكاب الزنى ، و الخلوة بين الجنسين ، و مجالس الغيبة و النميمة ، و غير ذالك من المحرمات.
فإن كان الإحتفال وسيلة لذالك ينبغي المنع.سدا للذرائع.
- أن لا يشغل عن أداء الواجبات الدينية خصوصًا المحافظة على أوقات الصلاة و إلاَّ صار ممنوعًا.
* فإن نحن حافظنا على هذه الشروط لا بأس أن نحي هذه المناسبات العطرة
* و قد أستدل العلماء كلى ذالك بأدلة كثيرة منها:
- أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحي ذكرى مولده أسبوعيًا بصيام الإثنين و عندما سئل عن إكثارة من صيام يوم الإثنين قال: ذالك يوم ولدت فيه. كما أنه أثبت صلى الله عليه و سلم بأن العذاب يرفع و يخفف عن عمه أبا لهب في قبره كل إثنين .ذالك لأنه فرح بمولد الرسول وأعتق خادمه عندما بشره بمولده صلى الله عليه و سلم فرحًا به.
* و ننبه في الأخير أن إحياء ذكرى النبي صلى الله عليه و سلم ينبغي أن تكون دائمًا و أبدًا و بإستمرار مثرجمة في كل حركة و سكنة نقوم بها، فيجب أن يكون صلى الله عليه و سلم حي في قلوبنا في كل لحظة وساعه من أيامنا و ليس فقط في يوم واحد من السنة .
و الله أعلم