قبل أن نفترق
وصلنا أخيرا إلى نهاية المطاف وها نحن نعيش اللحظات الأخيرة في نهاية السنة الدراسية وهي اصعب اللحظات من جوانب عدة
-فهي من ناحية مثار لعواف تجيش هذه الأيام بين الاصدقاء والأحباب والأخلاء من التلاميذ والعمال والاساتذة على حد سواء خصوصا لما يكون الفراق هو الذي يطارد هذه العواطف ويحاصرها بعدد من الايام قليل ثم يسيطر ويغلب
- وهي محل جهود لكثير من التلاميذ يجب ان تبذل وبالضبط في هذا الفصل لمن يريد أن يخرج من الباب الواسع وينجح في مشواره الدراسي أو حتى لمن يريد أن يستدرك ما كان قد فرط فيه خلال الفصلين السابقين ولذلك يرى في هذا الفصل خصوصا كونه قصير الملجأ والحل الذي لا يستعصي على أمثاله من تحقيق أهدافه فيه
- وهي من ناحية ثالثة بشرى لتلاميذ وللمعلمين وللاساتذة بما سيعقبها من عطلة صيفية طويلة يرتاح فيها الجميع بعد عام كامل من الجهود الجبارة المبذولة المضنية والمتعبة على المستوى العضلي والفكري كم ستتكون هذه العطلة أحلى بنجاح تحقق وبأهداف تمت مما كان مسطرا في الوصول إليه
- وهي من ناحية أخرى صورة لكثير من التصرفات السلبية التي ينفر منها الطبع السليم ويمجها العقل الحكيم والتي منها :
- صورة لدفاتر تتطاير أوراقها عقبالانتهاء من المتحان في كثير من المواد الصعبة على التلاميذ أو تلك التي يجد فيها التلميذ نفسه مجبرا على التعبير لأستاذه أنه يكرهه
- صورة لجرأة قبيحة عند كثير من التلاميذ ممن يدخل حجرة المتحان وهولا يصر على شيء أكثر من إصراره على النقل والغش بكل الطرق والوسائل الحديثة والقديمة منها
- صورة لفعل غير حضاري على الإطلاق ففي الوقت الذي يكون فيه التلميذ مستعجلا للخروج من حجرة الامتحان والانتهاء من الاختبار في عجلة من أمره فهم أم لم يفهم وأحسن الإجابة أو لم يحسن تجده يستعجل الخروج ليقضي أكثرمن وقته ذاك خارج ثانويته يلهو ويمزح لا هو ركزفي اجابته ولا هو ذهب إلى بيته ليراجع إن كان معه ببقية من امتحان
- صورة جماعية للتلاميذ مع أستاذتهم داخل الثانوية : صورة تذكارية تعبر عن روح المسؤولية وعن
روح الحوار الذي دار خلال عام بأكمله
-صورة للأمانة عند الأساتذة وهم يصححون لتلاميذهم الاوراق وهم معهم حتى في غيابهم حريصون عليهم كل الحرص من أي خطأ قد يتسبب لأي تلميذ بخلل في معدله السنوي
-صورة للتعاطف مع التلاميذ في كثير من الاحيان من طرف الأساتذة وهذا عن طريق التكرم المجاني في منح بعض النقاط للمجتهد ولصاحب الحاجة إليها خصوصا إذا كان من ذوي الخلق الرفيع
ولهذا أعزائي التلاميذ أبنائي الطلبة ، أصدقائي الأساتذة لنجعل من نهاية السنة الدراسية نقطة التقاء لا نقطة افتراق ومحطة تبادل للمشاعر والعواطف أكثر منها نقطة مصالح ومنافع -