يقول السيد: ابراهيم المنذر
أغــــرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً **** بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال : ائـتـني بفؤادِ أمك يا فـتى**** ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها **** والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكـنه من فرطِ سُـرعـتـه هــوى **** فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
نــــاداه قـلبُ الأمِ وهـــو مُعـفّـَر****: ولدي ، حـــبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟
فــكأن هــذا الصـــوتَ رُغـْمَ حُنـُوِّهِ **** غَضـَبُ السـماء عــلى الوليد قد انهمرْ
ورأى فــظــيع جـنـايةٍ لـم يـأتـها **** أحــدٌ سـواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحـو القــلبِ يغــسـلهُ بـما **** فاضتْ به عـيناهُ من سيلِ العِـبـــرْ
ويقول : يا قلبُ انتــقم منــــي ولا **** تغـفـرْ ، فإن جـريـمـتـي لا تـُغـتـفـرْ
وإذا رحـمتَ فأنني أقـضي انـتـحــاراً **** مثـلما يـوضـاس مـن قـبـلـي انـتــحــرْ
واسـتـلَّ خـنـجـرهُ ليطـعـنَ صـدرهُ **** طعـناً سـيـبـقى عــبــرةً لـمــن اعــتــبـــرْ
ناداه قـلـبُ الأمِّ : كُفَّ يــداً ولا **** تـذ بـحْ فــؤادي مـرتـيـن عــلى الأ ثــــرْ