انتهاء تجميد الاستيطان وعباس يستبعد الوقف الفوري للمفاوضات
عواصم - وكالات - انتهت مهلة تجميد الاستيطان منتصف الليلة الماضية فيما لا تزال الولايات المتحدة تحاول التوصل الى صيغة تفاهم في اللحظة الاخيرة لانقاذ مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
ووضع مستوطنون اسرائيليون الاحد الحجر الاساس لدار حضانة في تظاهرة رمزية قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة.
وحث رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو المستوطنين اليهود على ضبط النفس بمجرد انتهاء التجميد في نداء يبدو أنه يهدف إلى ابقاء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في مسارها.
من جهته اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا في مقر الجامعة العربية في القاهرة في الرابع من تشرين الاول بناء على طلبه للبحث في مسألة استمرار المفاوضات , موضحا انه لن يوقف محادثات السلام على الفور في حالة عدم مد تجميد الاستيطان.
وفي مؤشر آخر على امكانية ايجاد سبيل للخروج من الازمة التي تهدد المفاوضات التي بدأت قبل اقل من شهر قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن هناك أكثر من مجرد احتمال في استمرار مفاوضات السلام حتى دون الحظر.
استمرار الجهود الاميركية
ففي واشنطن اعلن مسؤول كبير في البيت الابيض ان الولايات المتحدة لا تزال «تأمل» بان الاسرائيليين والفلسطينيين سيواصلون مفاوضات السلام رغم انتهاء مهلة تجميد الاستيطان.
وقال ديفيد اكسلرود ابرز مستشار للرئيس الاميركي باراك اوباما لقناة «اي بي سي» الاميركية «سنواصل الطلب والضغط طوال النهار من اجل التوصل الى حل» لمسالة الاستيطان.
وقال اكسلرود انه لا يزال يعتقد بانه من الممكن التوصل الى تسوية حول هذه المسالة رغم ان المستوطنين اليهود يستعدون لاستئناف اعمال البناء في الضفة الغربية فور انتهاء مهلة التجميد.
واضاف اكسلرود «نعتبر انه من الضروري ان يواصل (المفاوضون) التقدم وان يواصلوا النقاش ومحاولة حل هذه المسائل ولدينا امل بانهم سيفعلون».
واشار الى ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تبذل جهدا لابقاء الحوار مفتوحا بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال «لا يزالون في طور المحادثات. وزيرة (الخارجية الاميركية هيلاري) كلينتون وفريقها يعملون معهم. لدينا رغبة قوية في العمل على ان تتواصل هذه المحادثات».
وتابع «هذه المحادثات بحد ذاتها حاسمة، ولقد وصلنا الى نقطة حساسة في تلك المنطقة».
عباس: لن نوقف المفاوضات فورا
وعلى صعيد الموقف الفلسطيني قال الرئيس عباس انه لن يوقف محادثات السلام مع إسرائيل على الفور في حالة عدم مد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات بالضفة الغربية.
وقال الرئيس عباس مرارا انه سينسحب من المحادثات المباشرة مع اسرائيل اذا لم يستمر التعليق الجزئي لعمليات البناء هناك.
وسئل عباس في حديث مع صحيفة الحياة العربية الصادرة في لندن اجري يوم الجمعة عما إذا كان سيعلن ايقاف المفاوضات اذا لم يتم تمديد التجميد الجزئي فاجاب «لا.. نحن في هذا سنعود إلى المؤسسات الفلسطينية وإلى لجنة المتابعة العربية.»
ولجنة المتابعة العربية منبثقة عن الجامعة العربية وهي التي اعطت الضوء الاخضر لبدء محادثات السلام المباشرة مع اسرائيل والتي أطلقت في الثاني من ايلول.
ويوم امس اكد عباس ان لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا في مقر الجامعة العربية في القاهرة في الرابع من تشرين الاول بناء على طلبه للبحث في مسألة استمرار المفاوضات مع اسرائيل في ضوء قرارها بشأن الاستيطان.
وقال عباس لوكالة فرانس برس في الطائرة التي اقلته من نيويورك الى باريس ان لجنة المتابعة عقدت اجتماعا في مقر الامم المتحدة بحضور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
واضاف انه «وضع اعضاء لجنة المتابعة بصورة الجهود الاميركية الكبيرة التي تبذل بخصوص المفاوضات»، مضيفا ان «عمرو موسى ابلغنا ان موعد اجتماع لجنة المتابعة سيكون يوم 04 تشرين الاول في القاهرة».
ووصل عباس صباح امس الى باريس قادما من نيويورك حيث اجرى محادثات مع المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل، بينما تبذل الادارة الاميركية جهودا شاقة لانقاذ المفاوضات من الانهيار.
وقال ان «كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بقي في واشنطن لمواصلة الاتصالات مع الادارة الاميركية بناء على طلب المسؤولين الاميركيين من اجل بحث المفاوضات وتجميد الاستيطان».
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قال قبيل مغادرة عباس نيويورك متوجها الى باريس ان «الادارة الاميركية تقوم بجهود مكثفة جدا وعلى اعلى المستويات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل استمرار المفاوضات وتجميد الاستيطان».
واوضح ان «الادارة الاميركية وعدتنا باستمرا الجهود في الساعات القليلة القادمة».
وقال عباس ان «كلا من اللجنة المركزية لحركة فتح والقيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا لمناقشة موضوع استمرار المفاوضات في ضوء ما ستتخذه الحكومة الاسرائيلية من قرارات بشأن تجميد الاستيطان ان كان سلبا او ايجابا، اذا كان استمرار التجميد او استئناف الاستيطان».
وستعقد هذه الهيئات اجتماعاتها «قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية»، حسبما ذكر عباس.
من جهته، اكد ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني «لن يخرج عن الاجماع الوطني الفلسطيني وهو يشدد على انه لا بد من تجميد الاستيطان لاستمرار المفاوضات».
من جهة اخرى، اوضح عباس انه التقى اكثر من سبعين وفد من رؤساء دول وممثلي هذه الدول وبحث معهم في «قضية المفاوضات وضرورة استمرار تجميد الاستيطان».
واكد ان هناك «دعما دوليا وعربيا للموقف الفلسطيني (...) من ضرورة استمرار تجميد الاستيطان (...) من اجل استمرار المفاوضات ونجاحها».
واضاف عباس «لم يكن الموقف الدولي مؤيدا للمواقف الفلسطينية كما هو الان لاننا نعمل في اطار الشرعية الدولية ونريد السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة».
وشدد على ان «العالم باجمعه يعتبر الاستيطان غير شرعي».
المستوطنون يستأنفون البناء ونتنياهو يحثهم على «ضبط النفس»
وعلى الجانب المقابل استعد المستوطنون الاسرائيليون لاستئناف اعمال البناء فيما حثهم نتنياهو على «ابداء ضبط النفس» كما اعلن مكتبه.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه ان «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعو سكان +يهودا والسامرة+ (الضفة الغربية) وكل الاطراف السياسية الى ابداء ضبط النفس وحس المسؤولية اليوم ولاحقا كما ابدوا تماما ضبط نفس ومسؤولية خلال عشرة اشهر حين تم تعليق اعمال البناء».
وقال المستوطنون انهم جهزوا عشرات الجرافات وباتوا مستعدين لاستئناف اعمال البناء مساء الاحد.
ورمزيا وضع المستوطنون المدعومون من الجناح اليميني في حعيب عليك الليكود الذي يرئسه نتنياهو، حجر الاساس على حي جديد في كريات نتافيم، المستوطنة الواقعة في شمال الضفة الغربية اعتبارا من بعد ظهر الاحد.
وقال داني دايان زعيم يشع، ابرز منظمة للمستوطنين في الضفة الغربية «بنفس الطريقة التي كان فيها التجميد كاملا فان استئناف البناء يجب ان يكون كاملا كما تعهدت الحكومة.
ونظم المستوطنون عدا عكسيا لانتهاء قرار التجميد فيما اعلن ناشطو الليكود ان حوالى مئة حافلة ستجوب الضفة الغربية كدليل على التضامن مع المستوطنين.
من جهته قال النائب عن الليكود داني دانون ان «رسالة +يهودا والسامرة+ (الضفة الغربية) موجهة لرئيس الوزراء لكي نقول له +ابق وفيا للطريق الذي رسمه الليكود وقاوم ضغوطات الرئيس اوباما وواصل اعمال البناء في كل مكان+».
ويعارض حزب اسرائيل بيتنا الحزب القومي المتشدد وكذلك شاس التنظيم المتشدد، ابرز حعيب عليكين متحالفين مع الليكود في الغالبية، اي تمديد لمهلة تجميد الاستيطان.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن هناك فرصة بنسبة خمسين بالمئة للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بخصوص تجميد البناء في المستوطنات.
وقال باراك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أجراها قبل مغادرته نيويورك إلى إسرائيل إنه سيحاول إقناع أعضاء حكومته بالحاجة إلى حل وسط لكنه قال إنه ليس واثقا من النجاح.
وأضاف باراك « آمل ألا تنهار المحادثات لكني لا أستطيع أن أعد بذلك».
وأكد أنه يشارك الرئيس أوباما تفاؤله بأنه إذا تم تجاوز مأزق تجميد البناء في المستوطنات فإنه سيكون من الممكن التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عام.
وقال الوزير :»أعتقد أن ذلك ممكن ، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية تبذل جهدا كبيرا للتوصل إلى هذا الاتفاق من خلال تشجيع الجانبين على أن يكونوا واقعيين ويتخذوا قرارات».
وأشار أيضا إلى أن واشنطن تؤيد إقامة دولة فلسطينية وتدعم أيضا احتياجات إسرائيل الأمنية وهو ما يساعد في التوصل إلى اتفاق ، مضيفا «آمل أن ننجح معا في ذلك».
في المقابل، اعتبر امين عام حركة السلام الان، المناهضة للاستيطان، ياريف اوبنهايمر ان «التجميد شبه الكامل لاعمال البناء يثبت بالفعل ان الحكومة تملك وسائل لوقف المستوطنين».