سيكتسب الحاسوب قريباً قوة تفوق قدرة أقوى حاسوب صنعه الإنسان حتى الآن، 1000 مرة. فنحن مقبلون على ثورة معلوماتية مذهلة بكل ما في الكلمة من معنى. ويُعرف هذا الحاسوب الجديد باسم "Spin Computer أو الحاسوب اللَوْلبيّ" وهو إختراع بارز كان ثمرة العمل المتفاني لمجموعة من الباحثين التابعين لجامعة كاليفورنيا بمدينة "ريفر سايد".
يستطيع هذا الحاسوب الجمع بين ذاكرة الوصول العشوائي غير المتطايرة المعروفة بالاختصار الإنجليزي "روم ROM" والمنطق الحاسوبي (أي الواحد والصفر)، مما يعني إنتقاء الحاجة إلى "وقت التشغيل" الذي يستغرقه الحاسوب كل مرة.
مُضاءٌ على الدوام
حتى إن لم يتم غلق الحاسوب، فهو يستهلك طاقة أقل من تلك التي يستهلكها الحاسوب العادي، لأن تقنية هذا الحاسوب الحديث تستند إلى جيل جديد من مكونات الترانزستور، والتي من شأنها أن تجعل هواتفنا النقالة وكاميرات الويب وأجهزة "الآيباد iPads" وأجهزة الحواسيب وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المُضاءةً على الدوام.
شهدت هذه التقنية النور عندما قام العلماء بحقن ذرة واحدة من مادة الجرافين بإلكترون دَوّار وأنتجت هذه التجربة ما يعرف بمصطلح "حقن سلسلة الإلكترونات بتقنية مفعول النفق". ومن ثم يصبح في الإمكان تخزين بيانات صغيرة وحفظها دون الحاجة إلى الكهرباء، لأن هذه البيانات تظل غير طيارة/غير قابلة للضياع. ويمكن استخدام هذه البيانات داخل الجرافين إذا تطلب الأمر. ومن المتوقع أن يتم تسويق هذا النظام خلال 10 أعوام تقريباً.
ويؤدي ذلك إلى القضاء على ما يُعرف بـ "مشاكل الاختناق في هيلكة فون نيومان"، والتي تحدث عند انفصال وحدة المعالجة المركزية بالحاسوب (CPU) عن دائرة الذاكرة والذي يقع بين المعالج والقرص الصلب.
كما ستحظى هذه المعالجات بقوة تفوق قوة المعالجات الحالية 1000 مرة، وذلك وفقاً لما ذكره المسؤول عن هذا المشروع، السيد "رولاند كاواكامي"، الباحث بجامعة كاليفورنيا في مدينة "ريفر سايد" والأستاذ المساعد في مادتيّ علوم الفلك والفيزياء.
الذاكرة الذكية
وتكتسب هذه التقنية الوليدة في الوقت الحالي المزيد من القوة فيما يتعلق بـ "ذاكرة الوصول العشوائي الساكنة (سرام/ SRAM) أو "ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (درام/ رامDRAM/ RAM). ويأمل فريق البحث في العثور على حل يتيح استهلاكاً أقل من الطاقة. ويؤكد "رولاند كاواكامي" على هذا الأمر، قائلاً:"إذا إستطعت تخفيض الطاقة اللازمة، فأنت تستطيع تقليص حجم دوائر الدعم... نحن نعمل على مفهوم جديد تماماً، والذي سيُكسب الذاكرة صفة الذكاء."
ويستكمل الباحث حديثه قائلاً:"هذا هو نوع الذاكرة التي من شأنها أن تكون فائقة السرعة وفائقة الاستدامة، لأن الذرات يتم نقلها. فلا يوجد مجال مغناطيسي كبير... أنا أحد هؤلاء الباحثين المتفائلين بشأن استخدام هذه التقنية. وأظن أنه بإمكاننا تحقيق النجاح في الوصول إلى تصنيع جهاز يعمل بهذه التقنية. ومع ذلك، نسعى إلى إطالة صلاحية "الحاسوب اللوْلبيّ" للاستخدام وسرعة تنفيذه للأوامر. فقد سجلنا زيادة في فعالية الأداء بنسبة 30% ، وذلك فيما يتعلق بطريقة "حقن سلاسل الإلكترونات بتقنية مفعول النفق الكمي بواسطة عازل وذرة من مادة الجرافين."