الحمد لله الذي خلقنا من عدم ،وكبّرنا من صغر ،وقوّانا من ضعف ،وأسمعنا من صمم ،وأغنانا من فقر، وعلّمنا من جهل، وأمّننا من خوف ، وهدانا من ضلالة ، أحمده سبحانه وأشكره وبالشكر تنال الزيادة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..و بعد:
اخواني واخواتي من اعضاء وزوار منتدانا الغالي ها قد عدت اليكم اليوم بمشروع جديد وكلي امل ان يلقى ترحيبكم واهتمامكم بعدما طرحت وحدا مثله من قبل الا انه -للاسف-لم يلقى التجاوب المرجو.فاقرءوا رجاء هدا واعلموا اننا لا محالة عنه محاسبون
إن للباطل في هذا العصر صولة وجولة، وكلمة وموقف، فله خطط وبرامج وقنوات ، وما انتفش الباطل وارتفعت كلمته إلا لتخاذل أهل الحق، ونكوصهم عن المواجهة، وإظهار محاسن الحق الذي يحملونه وينتسبون إليه.
إن أهل الباطل يدافعون عن باطلهم، ويبذلون في سبيل نشره وإقناع الناس به كل غال ونفيس.
وليس الأمر مقتصرا على الدعوة فقط، بل إنهم يبثون أتباعهم في صفوف الجماهير لتثبيتهم على الوفاء لهذا المبدأ الخبيث، والهدف القبيح، والغاية الخاسرة.
هل تذكرت أخي أن دينك هذا الذي تدين الله به مستهدف بعداء مرير وكيد طويل ؟ ! .
واقرأ إن شئت كتاب "قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله " و لتقف على طرف من هذا العـداء! ! .
ماذا قدمت لدينك
أخي: هل آلمتك مجازر المسلمين ورخص دمائهم فإذا هي أرخص من ماء البحر ومدن المسلمين تُباد ودولهم تُبتلع ؟! !
أخي الحبيب: ماذا قدمت لدين الله ؟
سؤال يجب ألا نمل طرحه، وألا نسأم تكراره؛ لنحيي في القلوب قضية العمل لهذا الدين، هذا الدين الذي تعب من أجله آدم وناح لأجله نوح ورُمى في النار الخليل وأُضجع للذبح إسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونُشر بالمنشار زكريا وذُبح السيد الحصور يحيى وقاسى الضُّر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود وسار مع الوحش عيسي وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم ».
يقول تعالى
( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)) آل عمران110
وقال تعالى: ((انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة
41
هل فتشتُ في أنفسنا وتساءلنا كم تبلغ مساحة الإسلام من خارطة اهتمامنا؟! !
كـم نبـذل ونتعب ونهتم للدنيا ؟! !وفي المقابل كم نبذل ونتعب ونهتم للدين ؟
ويحضرني قصة تلك المرأة النصرانية التي حضرت أحد المؤتمرات التي أقيمت للتعريف بالدين الإسلامي وبعد سماعها لتعريف مختصر لخصائص هذا الدين ومميزاته قالت : لئن كان ما ذكرتموه عن دينكم صحيحا أنكم لظالمون !! فقيل لها : ولماذا ؟ قالت : إنكم لم تعملوا على نشره بين الناس والدعوة إليه !!
بل ذكر أحد الدعاة أنه كان في بعض دول أفريقيا في رحلة شاقة إلى قرية من القرى وكانت السيارة تسير وسط غابة كثيفة وكان الطريق وعراً وعورة يستحيل معها أن تسرع السيارة اكثر من 20كم في الساعة وقد بلغ منا الإرهاق مبلغه وكأن البعض قد ضاق صدره من طول الرحلة ،وبدأ يتأفف من شدة الحر وكثرة الذباب والغبار الذي ملأ جو السيارة وفجأة يقول شاهدنا على قارعة الطريق امرأة أوربية قد امتطت حماراً وعلّقت صليباً كبيراً على صدرها وبيدها منظار، وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذه الغابة تبين أنها تدعو للصليب في كنيسة داخل القرية ولها سنتان قال صاحبي : فقلنا : ( اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة ) .
أخي ... هل بذلت جُهدا في خدمة دينك ولو كان قليلا ؟؟.
هل أهديت لقريب أو زميل شريطا بعد أن سمعته أو كتيبا بعد أن قرأته ؟؟.
هذه المنكرات التي في مجتمعاتنا لم تنتشر في يوم وليله، ولكن انتشرت لأن واحدا فعل وواحد سكت وهما شريكان في الإثم ،ولا ينجو إلا من نهى عن المنكر وأمر بالمعروف بمعروف. .
فهل استشعرت وجوب مشاركتك في إزالة المنكر؟ !
أخي المسلم : إن في مجالسنـا ومجتمعنا من يشوش على الناس مفاهيمهم ويُلّبس عليهم دينهم وينتقص أهل الصلاح منهم ! ! .
فهل وقفت مُنافحا ومُدافعا بالتي هي أحسن ؟!
ماذا قدمت لدين الله ؟
أخي الحبيب .. هل تعلم أنه في عام واحد بلغ ما جمعته المنظمات التنصيرية مبلغا قدره (193) مليار دولار أمريكي!وقد بلغ عدد المنظمات التنصيرية (23300) منظمة عاملة،وبلغ عدد المنظمات التنصرية التي ترسل منصرين إلى الخارج (4500) منظمة.وبلغ عدد نسخ الإنجيل التي تم توزيعها خلال عام واحد فقط (178,317,000) كتابا، وبلغ عدد الإذاعات والمحطات التليفزيونية التنصيرية (3200) إذاعة ومحطة تلفزة مختصة بالتنصير.
أسلحة الإعلام مدججة لطمس نور فطرة الله التي فطر الله الناس عليها، فهذه مسلسلات وتلكم أفلام وبرامج وأغنيات.. تُذبح فيها الفضيلة، ويُطمس فيها الشرف، حتى صار القُبح عُرفاً والباطل عادة.
كيف تخدم دين الله ؟
1- من أعظم الأعمال التي تخدم بها هذا الدين أن تجعل بيتك بيتاً مسلما في أفراده ومسلماً في أساسه ومسلماً في معداته وأجهزته تُنشر فيه الفضائل وتحارب الرذائل .
2- مشاركة أخوانك الصالحين في نشاطهم في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة فيمكنك الاتصال بهم والعمل معهم والمرء قليلٌ بنفسه كثيرٌ بإخوانه .
3- شارك في الدعوة إلى الله بسنة تنشرها أو بفضيلة تدعو إليها أو كلمة تلقيها أو مطوية تبثها، المهم أن تكون إيجابيًا في مجتمعك.
4- فرّغ شيئاً من وقتك لتتعلم دينك، لتفهم دينك فهماً صحيحاً على أيدي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، فمن المُحال أن تنصر شيئاً تجهله.
5- تخفف من ذنوبك بالتوبة النصوح واعلم بان بني إسرائيل مُنعوا القطر بسبب ذنب رجل في سبعين ألف رجل.
6- اتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم واعلم أن المسلمين في معركة احد لم ينتصروا بسبب مخالفة لأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم .
7- كُن مخلصا صادقا في أقوالك وأفعالك وحركاتك وسكناتك .
8- تخلق بالخلق الحسن واعلم أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال.
9- أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة واعلم أن الدعوة سائرة بك أو بدونك فاسأل الله أن يشرفك بالدعوة لدينه .
10- تخير الصاحب الذي يعينك علي الخير ويدلك عليه ،الصاحب الذي إذا ذكرت الله أعانك وإذا نسيت ذكّرك. الصاحب الذي يُذكّرك بعيوبك لأجل إصلاحها لا ليعيرك بها .
11- كُن ليّن الجانب طيب المعشر هينا سمحاً في تعاملاتك مع إخوانك ومع الناس ،واعلم أن اللين في الخطاب والبسمة علي المُحيا هما مفتاح قلوب الناس .
12- ابذل من مالك للدعوة إلى الله فالدال على الخير كفاعله.
13- سل الله في دعائك أن يعز الإسلام وينصر المجاهدين.ويؤيد الدعاة الصادقين ويخذل ويكبت كل من ناوأ الدعوة وكل من حاصر الكلمة وكل من وقف في وجه رسالة أنبياء الله
يدا بيد في سبيل نشر ما جاء به سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم واوذي فيه فصبر والله نسال التوفيق