س
28: ما أنواع التوكل؟ هو ثلاثة أنواع:
(1) ا
لتوكل على الله في جميع الأمور: من جلب المنافع ودفع المضار، وهو واجب.
(2)
التوكل على المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله: كالتُّوكل على الأموات، وهو شرك أكبر.
(3)
توكيل الإنسان غيره في فعل ما يقدر عليه: كالبيع والشراء، وهو جائز.
س29:
ما أقسام الناس في الولاء والبراء؟ الناس في الولاء والبراء أقسام ثلاثة:
(1)
من يحب محبة خالصة لا معاداة معها: وهم المؤمنون الخُلَّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأصحابه.
(2)
من يبغض بغضاً خالصاً لا محبة ولا موالاة معها: وهم الكفار كأهل الكتاب والمشركين، لكن لاينافي ذلك العدل معهم.
(3)
من يحب من وجه ويبغض من وجه آخر: وهم عصاة المؤمنين؛ فيحب لما عنده من إيمان، ويبغض لما عنده من معاص، وعلى قدر زيادة أحدهما على الآخر يزيد الولاء والبراء، ومن علامات موالاة الكفار: مناصرتهم ومعاونتهم على المسلمين، ومشاركتهم في أعيادهم أو تهنئتهم بها، أو مدح ما هم عليه، وأما علامات موالاة المؤمنين: فمنها الهجرة إلى بلاد الإسلام عند الاستطاعة، ومعاونة المسلمين ومناصرتهم بالنفس والمال، والتألم والسرور لما يقع بهم، ومحبة الخير لهم.
س30:
ما أول شيء خلقه الله؟ لا يقال أول ما خلق الله هو كذا مطلقاً، لأن معناها أن الله قبل أن يخلق هذا الشيء كان معطلاً عن صفة الخلق ثم اتصف بها بعد ذلك، وهذا غير صحيح، بل صفة الخلق صفة فعلية قديمة وأزلية بقدم الله Y، والعرش سابق للقلم في الخلق.
س31:
مِنْ أين يأخذ المسلم عقيدته؟ يأخذها من كتاب الله عزّ وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ﴿
إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى﴾، وذلك وفق فهم الصحابة والسلف الصالح.
س32:
هل أنا مخير أم مسير في أمور الدِّين والدُّنيا؟ الإنسان في هذه الحياة عنده مشيئة واختيار، ولكنها لا تخرج عن مشيئة الله عزّ وجل، ولقد أعطانا الله العقل والسمع والبصر لنميز بين الصالح والفاسد، فهل هناك عاقل يسرق ثم يقول قد كتب الله عليَّ ذلك؟! ولو قاله لما عذره الناس، وأمور الدين هي كذلك فالعاصي لا يعذر إن اعتذر بالقدر، قال عزّ وجل: ﴿
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: (
اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)متفق عليه.
س33:
ما البدعة؟ قال ابن رجب رحمه الله: والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل لـه في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان لـه أصل من الشريعة يدل عليه فليس ببدعة شرعاً، وإن كان بدعة لغوية.
س34:
هل في الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ قد جاءت الآيات والأحاديث في ذم البدع بمفهومها الشرعي، وهي: ما أحدث وليس لـه أصل في الشرع، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (
وَمَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)رواه مسلم، وقال الإمام مالك رحمه الله في معنى البدعة الشرعي: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله عزّ وجل يقول:﴿
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ .
وقد جاءت أحاديث في مدح البدعة بمفهومها اللغوي: وهي ما جاء الشرع به ولكنه نُسِيَ فحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تذكير الناس به، فقال صلى الله عليه وسلم: (
مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (
مَنْ سَنَّ فِي الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ) رواه مسلم، وقد جاء على هذا المعنى قول عمر: (
نعمت البدعة هذه) يريد بها صلاة التراويح فإنها كانت مشروعة، وقد حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفاً من أن تفرض، فصلاها عمر، وجمع الناس عليها؛ لأن زمن التشريع قد انتهى، وانقطع الوحي بموته صلى الله عليه وسلم.
س
35: هل للنفاق أنواع؟ نعم النفاق نوعان:
النوع الأول: اعتقادي (الأكبر): وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وهذا النوع مخرج من الملة، وإذا مات صاحبه وهو مُصِرُّ عليه مات على الكفر، قال عزّ وجل:﴿
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ﴾ ، ولهم صفات يتصفون بها: فهم يخادعون الله والذين آمنوا، ويسخرون من المؤمنين، وإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وينصرون الكفار على المسلمين، ويريدون بأعمالهم الصالحة عرضاً من الدنيا.
النوع الثاني: نفاق عملي(الأصغر): لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكنه على خطر إن لم يتب أن يوصله إلى النفاق الأول، ولصاحبه صفات منها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا أؤتمن خان. فهل فيك يا أخي المسلم خصلة من هذه الخصال ؟ فحاسب نفسك ! .
س
36: هل يجب على المسلم أن يخاف من النفاق؟ نعم قد كان الصحابة يخافون من النفاق العملي، قال ابن أبي مُلَيْكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، وقال إبراهيم التَّيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّباً، وقال الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق، وقال عمرt لحذيفةt : (نشدتك بالله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم (أي من المنافقين)؟ ، قال: لا، ولا أزكي بعدك أحداً).