مليون ونصف جزائري حاملون لفيروس التهاب الكبد الفيروسي و500 مليون في العالم
عبّر عن التهاب الكبد الفيروسي بالوباء، بحيث لا تظهر أعراضه عند %90 من الأشخاص الحاملين للفيروس؛ بحيث يجهل أغلب الجزائريين المصابين بهذا الداء أنهم معنيون بهذا المرض. علما أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن 5, 1 مليون جزائري حاملون للفيروس ''ب'' و''سي''.
منذ عام فقط، اعتمد تنظيم التحالف العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي يوم 19 ماي من كل سنة كيوم عالمي لمرض التهاب الكبد الفيروسي، في انتظار افتكاك اعتراف من المنظمة العالمية للصحة لتصنيف المرض في خانة الأمراض المزمنة وتبني الجمعية العامة للمنظمة مشروع ''يوم عالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي والإشكالية المرتبطة بهذا المرض''.
وهذه ثاني سنة تحيي فيها الجزائر، كسائر بلدان العالم، هذه المناسبة التي تشكل وقفة حقيقية تذكرنا بخطورة المرض وسرعة انتشاره، حيث تشير الإحصائيات أن 5 ,2% من الجزائريين مصابون بالفيروس ''ب'' و7 ,2% مصابون بالفيروس ''س''، وأن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مادامت وزارة الصحة لم تلتزم بتطبيق إجراءات وقائية صارمة وخاصة لدى جراحي الأسنان الذين يوجه لهم اتهام بنقل العدوى في أغلب الأحيان، بعد أن أثبتت الدراسات أن 66 بالمائة من حالات التهاب الكبد الفيروسي سببها أدوات جراحة الأسنان.
ولا زالت الحالات الجديدة المكتشفة تعاني من عدم التكفل بها جديا، رغم الأموال الباهضة التي تخصصها وزارة الصحة لهذا الغرض، بحيث يتم رصد 350 مليار سنتيم كل سنة للتكفـل بهـذا الـداء، إلا أن وسائل الكشف تكاد تكون منعدمة على المستوى الوطني، مما يضطر المرضى إلى التنقل إلى تونس لإجراء هذه التحاليل وخاصة قاطني الجهة الشرقية من الوطن التي تعد منطقة وبائية تحصى بها عدد الإصابات بالآلاف وخاصة على مستوى مناطق: ''خنشلة، بريكة، وتبسة'' وأن مصالح وزارة الصحة وقفت موقف المتفرج حيال هذا الموضوع الخطير.
وأما المرضى الذين بلغ بهم هذا المرض إلى مرحلته النهائية، أي سرطان الكبد، فأغلبهم يموتون في صمت، وهذا لعدم استفادتهم من عمليات زرع الكبد التي تتم من حين لآخر، وهذا بعد تنقل جراح اختصاصي من فرنسا ذي أصل جزائري لإنقاذ حياة بعض المرضى. وقد تم إدراج اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي (ب) في رزنامة اللقاحات الوطنية ابتداء من سنة 2003 بالنسبة للأطفال الرضع ولقاح استدراكي بالنسبة للمراهقين، المولودين قبل هذا التاريخ، كما يتم مسبقا تشخيص التهاب الكبد الفيروسي عند المرأة الحامل حتى لا يتم انتقال المرض من الأم إلى الطفل.
وتشير الإحصائيات على مستوى العالم أن أكثر من 500 مليون شخص حاملون للفيروس ''ب'' و''س'' يموت منهم مليون شخص كل سنة، أي بمعدل وفاة شخص واحد من بين 12 شخصا، وهو ما يعادل وفاة شخص كل ثلاثين ثانية جراء هذا المرض. وقد يشكل انتشار مرض أنفلونزا (أش1أن1) والمشروع الذي قدمته البرازيل للمنظمة العالمية للصحة لدراسته خلال الدورة الـ62 للجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة عائقا جديدا، حيث يمكن أن يؤدي هذا المشروع إلى تأجيل المنظمة التكفل بالمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي عبر العالم، وتتبخر أحلام المصابين بهذا المرض.