يبلغ عدد الأشخاص الذين يصابون بالسرطان كل عام أكثر من 11 مليون، ويقدر أن يصل عدد الحالات الجديدة 16 إلى مليون حالة سنويا بحلول عام 2020 ، ويتسبب السرطان في وفاة 7 ملايين شخص سنويا، أو بمعنى آخر يسبب ما نسبته 12.5% من حالات الوفاة في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة للنساء فإن أكثر الأمراض السرطانية الخبيثة شيوعا في جميع أنحاء العالم هو سرطان الثدي، ففي كل دقيقتين تصاب امرأة بهذا المرض ، وهو مرض نسبي؛ أي أنه يختلف باختلاف نوع الورم والمريضة، والفئة العمرية التي تنتمي إليها.
لسرطان الثدي أنواع مختلفة ولا يقتصر هذا المرض على النساء إنما يمكن أن يصيب الرجال أيضا، ولكن بنسبة ضئيلة لا تتعدى إصابة واحدة مقابل مئة إصابة لدى النساء..، ومع كل ما بذل من طرق لمحاربته والقضاء عليه إلا أن أفضل طريقة لمحاربته هو الكشف المبكر..، ولكن ما هذا الداء الذي يخيف العالم؟ وكيف يصيب البشر؟ وما العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة به؟ وما هي أعراضه؟ وهل من إمكانية للقضاء عليه؟
التعريف
السرطان هو مجموعة متشابكة من الأمراض وليس مرضاً واحداً، والسرطان يبدأ في الخلايا، والخلية هي وحدة الحياة الأساسية في جسم الكائن الحي..، ولفهم السرطان، فإنه من المفيد أن تعرف ماذا يحدث حين تتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
يتكون الجسم من عدة أنواع من الخلايا، وفي الوضع الطبيعي فإن الخلايا تنمو وتنقسم لتشكيل خلايا جديدة فقط عندما يحتاج الجسم لذلك. وهذه العملية المتتابعة تساعد على بقاء الجسم في صحة جيدة، ولكن أحياناً تواصل بعض الخلايا عملية الانقسام عندما لا تكون هناك حاجة لخلايا جديدة، وهذه الخلايا الإضافية تشكل كتلة من الأنسجة يطلق عليها اسم "الورم". والأورام بدورها تكون إما "حميدة" أو "خبيثة".
الأورام الحميدة: وهي ليست سرطاناً وعادة يمكن إزالتها وهي في معظم الحالات لا تعاود الرجوع، كما أنها لا تنتشر في أجزاء الجسم الأخرى، والأهم من ذلك هو أنها نادراً ما تشكل خطراً على الحياة.
الأورام الخبيثة: وهي السرطان، حيث تكون الخلايا في هذه الأورام شاذة وتنقسم بدون سيطرة أو نظام، وباستطاعتها أن تخترق الأنسجة والأعضاء المجاورة لها وتتلفها، بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلايا السرطانية تستطيع الانفصال عن الورم الخبيث ودخول الدورة الدموية والنظام الليمفاوي، وهكذا يمكن للسرطان أن ينتشر من موقعه الأصلي ليشكل أوراماً أخرى في أعضاء مختلفة من الجسم وانتشار السرطان يسمى "الانبثاث أو النقائل" (Metastasis).
حلفية عامة
الثدي: هو غدة تقوم بصنع الحليب، ويقع كل ثدي فوق عضلات الصدر التي تغطي الأضلاع، ويتكون من 15 – 20 فصاً وكل فص يتكون من فصيصات صغيرة وهي التي تحتوي على الغدة التي تنتج الحليب. يسري الحليب من الفصيصات خلال قنوات صغيرة تصل إلى الحلمة، وتوجد الحملة في وسط جلد غامق يسمى الهالة. وتحتوي الفصيصات والقنوات على قنوات ليمفاوية وهي التي تحمل السائل الليمفاوي إلى عقد لميفاوية صغيرة، وهذه الغدد الليمفاوية توجد بالقرب من الثدي وتحت الابط فوق عظمة الترقوة وفي داخل الصدر. وتقوم الغدد الليمفاوية بصد الجراثيم، والخلايا السرطانية، أو أية مواد أخرى ضارة قد تكون في الجهاز الليمفاوي.
سرطان الثدي
هو عبارة عن نمو خبيث للخلايا يبدأ في جزء ما من أجزاء الثدي كقنوات الحليب أو فصيصات الثدي التي تنتج الحليب، ثم تنتشر هذه الخلايا وتنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه لتؤثر على أنسجة الجسم الطبيعية..، ويعد هذا النوع من السرطان من أكثر الأنواع شيوعا لدى النساء.
الأنواع
هناك عدة أنواع لسرطان الثدي فمنه، ما ينمو بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به، ومنه ما ينمو بشكل بطيء وثابت، ومن أكثر أنواع سرطان الثدي انتشارا نذكر:
1- سرطان الثدي الفصي أو الغدي، وهو السرطان الذي ينشأ من فص الثدي وينتشر في المناطق القريبة.
2- سرطان الثدي القنوي، وهو النوع الذي ينشأ من قنوات الثدي ويتنشر في المناطق القريبة وهو الأكثر شيوعا، حيث يشكل 80% من حالات سرطان الثدي.
وقد تنشأ أنواع أخرى من خلايا الجلد أو الخلايا الدهنية أو الأنسجة الرابطة أو غيرها من الخلايا الموجودة في الثدي.
الأسباب وعوامل الخطورة
يمكن معرفة سبب تحول خلايا الثدي الطبيعية إلى خلايا سرطانية، إلا أن سرطان الثدي يمكن أن ينشأ عن مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد احتمالية الإصابة به.
ويمكن تصنيف هذه العوامل بالشكل التالي لكن هذا لا يعني أن وجود أي من هذه العوامل يسبب سرطان الثدي.
وهذه العوامل قد تشمل على:
* تقدم العمر، يعد من عوامل الخطورة الرئيسية، حيث أن أكثر من 80% من حالات الإصابة تعود لنساء تجاوزن الخمسين تقريبا من عمرهن .
* أسباب وراثية جينية، أو تاريخ عائلي جيني للإصابة بالمرض، ويتضمن ذلك أفراد العائلة المباشرين كالأم والأخت والإبنة، ومع ذلك فإن 85% تقريبا من النساء المصابين بسرطان الثدي ليس لهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض .
* التاريخ الإنجابي:
1. حدوث الدورة الشهرية في وقت مبكر قبل سن الـ 12.
2. تأخر سن الأمل، إلى ما بعد 55 سنة.
3. الإنجاب في سن متأخرة (الطفل الأول بعد سن 30).
4. عدم الإنجاب.
5. تناول الهرمونات لأغراض علاجية كهرمون الأستروجين.
6. الإجهاض.
7. تناول أدوية منع الحمل، فقد تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان مع النظر إلى السن وفترة تناول الدواء.
* وجود تغيرات معينة في الثدي.
* نوعية الغذاء؛ فتناول كميات كبيرة من الدهون والألياف يزيد من احتمالية الإصابة.
* التعرض لأشعة موجهة إلى منطقة الصدر.
* وجود حالات مرضية أخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم.
* الإصابة بورم خبيث في السابق، في أحد الثديين.
* الإفراط في تناول الكحول.
* العرق: تزداد إصابة سرطان الثدي في الجنس الأبيض عن غيره.
* عمليات الزراعة في الثدي.
* مضادات العرق.
العلامات والأعراض
في أغلب الأحيان، ليس هناك علامات ظاهرية يمكن الشعور بها أو رؤيتها عند الإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك مؤشرات تنبه إلى احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، منها:
- ورم أو انتفاخ في الثدي أو تحت الإبط.
- ألم في حلمة الثدي، أو ضمورها إلى الداخل.
- تغير في حجم الثدي أو شكله.
- خروج سائل أو دم من الحلمة.
- تغير في لون أو ملمس جلد الثدي أو حول الحلمة كظهور تقشر أو تجعد أو احمرار.
إلا أن ظهور مثل هذه العلامات لا يعني الإصابة بسرطان الثدي؛ حيث أن معظم أورام الثدي تكون حميدة (أي غير مسرطنة). مع ذلك، لا بد من مراجعة الطبيب فورا في حال ظهور أي من هذه الأعراض أو العلامات، فهذا يؤدي إلى الاطمئنان والتشخيص في وقت مبكر.