حرب الزعامة بين سعدان وشحاتة بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول إليها مباراة اليوم بين ''الخضر'' و''الفراعنة''، سيتعرف الجمهور الكروي سواء في الجزائر أو مصر على صاحب العمامة أو الزعامة بين الشيخين رابح سعدان وحسن شحاتة، ومن كان لديه الحق ليس في الخيارات التكتيكية التي سينتهجها فوق أرضية ميدان مصطفى تشاكر فحسب، بل في كيفية التعامل مع الحدث منذ بداية العد التنازلي للّقاء اليوم.
مباراة اليوم، بقدر ما هي مهمة ومصيرية بالنسبة للاعبين من كلا الجانبين، بقدر ما هي أيضا مهمة للمدربين سعدان وشحاتة ليؤكد كل طرف تفوقه على الآخر، خاصة في ظل الحرب النفسية التي اندلعت، مباشرة بعد أن أوقعت القرعة المنتخبين الجزائري والمصري في مجموعة واحدة.
المواجهة ستكون أيضا فرصة للمدربين سعدان وشحاتة لكشف أنهما أحسنا التعامل مع الظروف التي أحاطت بالمباراة منذ البداية، باعتبار أن لكل منهما اختار طريقة لتحضير تشكيلتيهما من الناحية النفسية والتكتيكية، رغم التقائهما في نقطة واحدة وهي التحضير للموعد بعيدا عن الديار، فالمنتخب الوطني عسكر في مدينة تولون الفرنسية والمصري في سلطنة عمان. وهو إجراء أراد من خلاله سعدان وشحاتة إبعاد اللاعبين عن ضغط الشارع.
وإذا كانت الأفضلية على الورق لصالح المدرب الجزائري الذي ستستفيد تشكيلته من عاملي الميدان والجمهور لقهر الفراعنة، إلا أن المدرب المصري له من التجربة ما يؤهله لفرض منطقه. وخير دليل على ذلك نيله اللقب القاري الأخير في أدغال إفريقيا بعيدا عن القاهرة. نقطة اختلاف الرجلين تكمن، حسب بعض الأخصائيين، في كيفية تعاملهما مع الحدث من الناحية النفسية، فإذا كان شحاتة قد أظهر تحكما في الأعصاب في أحلك الأوقات، فإن سعدان فقد مرتين أعصابه، الأولى عندما ذرف الدموع في الندوة الصحفية التي أقامها قبل سفر المنتخب إلى فرنسا بفندق الهيلتون، والثانية عندما قرر إلغاء الندوة الصحفية التي كانت مبرمجة ليلة المقابلة حتى يتفادى ضغط رجال الإعلام .
أما تصريحاتهما قبيل انطلاق المقابلة، فقد طبع التفاؤل أقوال شحاتة، بدليل أنه صرح لـ''الخبر '' لحظة وصول الوفد المصري إلى مطار هواري بومدين أول أمس أنه جاء إلى الجزائر من أجل الفوز، عكس خرجة سعدان التشاؤمية، حين اكتفى بالقول أن المقابلة صعبة جدا، مع تكريره لكلمة ''جدا'' ثلاث مرات.
ومهما قيل عن الموضوع، الأكيد أن الجميع سيتعرف عند إعلان الحكم دانيال بينيت من جنوب إفريقيا عن نهاية مقابلة اليوم، عن صاحبة الزعامة.