حليش.. مدافع واعد من طينة الكبارخطف المدافع الجزائري رفيق حليش أنظار كل من شاهد لقاء الجزائر ضد مصر في الجولة الثانية من الدور الأخير للتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، رغم وجود أسماء تفوقه شهرة وخبرة في تشكيلة الفريقين، إذ أن تألقه الكبير أمام عمالقة القارة السمراء جعل الجميع يتنبأ له بمشوار كبير، في حين هلل أنصار ''الخضر'' بميلاد مدافع حر من طينة الكبار، إلى درجة تشبيهه بالمدافع الحر الكبير ميلود هدفي رحمه الله، الذي كان ضمن جيل نهاية الستينات وبداية السبعينات.
لم يكن أحد ينتظر دخوله ضمن التشكيلة الأساسية لـ''الخضر'' بعد عودة عنتر يحيى، ومراهنة الجميع على مدافع أولمبي الشلف سمير زاوي بحكم تجربته الطويلة وقوته الجسمانية للتصدي للمهاجمين أبو تريكة وعمرو زكي، لكن ''الشيخ'' رابح سعدان كان له رأي آخر وغامر بخريج مدرسة نصر حسين داي رفيق حليش ليكون ضمن ثلاثي الدفاع إلى جانب عنتر يحيى ومجيد بوفرة، اقتناعا منه بأنه اللاعب الأنسب لقيادة الخط الخلفي، فلم يخيب حليش ظن مدربه، وتمكن من تقديم أداء باهر حيّر من خلاله أكبر المحللين والتقنيين، لكونه يجمع بين القوة في استرجاع الكرات والهدوء المفرط في بناء اللعب من الخلف، مثلما كان يفعل هدفي خلال مشواره.
ولم يأت بروز اللاعب حليش بهذا الشكل من قبيل الصدفة، خاصة أنه لا يتجاوز الـ22 ربيعا من عمره، وإنما لسبب واحد وهو التفاني في العمل منذ أن كان في فئات شبان ''النصرية''، وساعده في ذلك والده الرياضي (مدرب للجيدو في مولودية الجزائر) الذي كان ينصحه دوما بضرورة التركيز على العمل دون البحث عن المال والشهرة قبل الأوان، مما جعل الأبواب تفتح على مصراعيها أمامه لولوج عالم الشهرة.