شحاتة راح ضحية جشعه في المرحلة الثانية
لم يكن أحد من الجزائريين أو المصريين يتوقع فوز ''الخضر'' على ''الفراعنة'' بثلاثية كاملة، مثلما لم يكن أحد ينتظر خسارة المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري بخماسية كاملة بالقاهرة العام 2001، مما يؤكد بداية اندثار جيل من اللاعبين الذين رفعوا راية مصر في سماء القارة السمراء خلال السنوات الأربع الأخيرة، وربما لن يسعفهم الحظ في قيادة بلاد الأهرامات إلى المونديال.
لكن خسارة مصر أمام الجزائر بنتيجة ثقيلة يتحمّل مسؤوليتها ''المعلم'' حسن شحاتة، الذي أفقده ضغط الشارع الكروي المصري تركيزه ليخسر رهان حساباته بسبب التعادل المفاجئ الذي سجله المنتخب المصري أمام زامبيا بالقاهرة في أول جولة من تصفيات الدور الأخير، حيث اغتر بأداء تشكيلته في الشوط الأول حين كان الفريق منظما في جميع خطوطه من خلال انتهاجه طريقة اعتمدت على تأمين خط الوسط وعدم ترك مساحات شاغرة لرفاق لموشية، مع فرض ضغط مستمر في الأمام على حامل الكرة، وهي خطة كانت ناجعة بدليل تحكم زملاء أبوتريكة في اللعب وحرمان المهاجمين الجزائريين غزال وجبور من الكرات. لكن مع نهاية المرحلة الأولى، زادت أطماع المدرب المصري حسن شحاتة في تحقيق الفوز وتعويض ما فات المنتخب خلال الجولة الأولى، مما جعله يغامر أكثر في المرحلة الثانية، رغم تواجد عنصر جديد ضمن المنتخب في محور الدفاع ألا وهو هاني سعيد أحمد الذي بدى ارتباكه واضحا، حيث لم تمر ربع ساعة حتى تمكن مطمور من التلاعب بالدفاع قبل مخادعة الحارس الحضري الذي أثرت مشاكله مع ناديه سيون السويسري في أدائه، حيث تحمّل مسؤولية الهدف الثاني، بعد 4 دقائق، وحينها اقتنع شحاتة بضرورة المغامرة لعل وعسى أن يأتي الفرج، من خلال إخراج هاني سعيد أحمد وتعويضه بالقائد أحمد حسن. لكن إرادته ذهبت أدراج الرياح بسبب الحالة المعنوية الجيدة للاعبين الجزائريين الذين ازدادوا ثقة، في شكل زياني الذي لم يكن في المستوى خلال الشوط الأول قبل أن ينتفض بعد تسجيل الهدف الأول، وقدّم كرة على طبق لزميله جبور الذي قضى على أحلام المصريين الذين اكتفوا بتسجيل هدف شرف بعد دخول أمل الكرة المصرية أحمد عبد المالك الذي أنعش اللعب الهجومي خلال الدقائق العشر الأخيرة.
وبعد النكسة التي أصابت ''أم الدنيا''، فقد تأكدت هيمنة المنتخب الجزائري على نظيره المصري بالجزائر، في انتظار مباراة الإياب بالقاهرة التي تعد الأخيرة في التصفيات، ولا ندري حينها من الطرف الذي سيكون معنيا بالتأهل إلى المونديال.