عدة وفيات بسبب تهوّر البعض وتأثر البعض الآخر لم يجلب الفوز الذي أحرزه المنتخب الوطني أمام نظيره المصري الأفراح فقط، بل جلب أيضا المآتم عبر كامل أرجاء الوطن، جراء تهور البعض وجنونهم المفرط، وتأثر البعض الآخر بوقع الفوز المسجل بتلك النتيجة غير المتوقعة، حيث سجلت عدة وفيات وإصابة العشرات من الأشخاص.
في عين مليلة، لقي شاب يبلغ من العمر 18 عاما حتفه ليلة الأحد إلى الاثنين متأثرا بجروحه الخطيرة بعدما تعرّض للسقوط من إحدى السيارات، في حين لفظ إطار متقاعد من مؤسسة ''سوناطراك'' أنفاسه الأخيرة يدعى حازرلي الشافعي، متأثرا بنشوة وفرحة الانتصار بحي الطريق الإستراتيجي، مثلما أوضحته مصادر طبية بتبسة؛ حيث لم يتحمّل الأخير متابعة اللقاء ليخرج بداية من الشوط الأول خارج المنزل، وكان كل مرة يستخبر جيرانه، وآخر عهد له بالحياة لما أخبر بهدف مطمور القاتل الذي هز شباك المصريين. كما توفي، صبيحة أمس، شاب مناصر للفريق الوطني بعين الدفلى يبلغ من العمر 29 سنة ويدعى غراربة أمين. وحسب مصادر طبية من مستشفى عين الدفلى، فإن الضحية الذي فارق الحياة بعد تعرضه لسكتة قلبية، وجدت لديه مجموعة من الرايات الوطنية قرب مقر سكناه.
وعلمنا أن شابا لم يتجاوز 18 سنة غادر هذا العالم إلى الأبد بعد نقله إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة خلال المباراة متأثرا بإصابة خطيرة على مستوى الرأس. ومن جهة أخرى، أصيب 11 شخصا بمدينة سيفوس بأم البواقي، بعد أن فقد أحد الأشخاص السيطرة على سيارته فأصيب هؤلاء، وأغلبهم قصر، بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى قسنطينة لتلقي العلاج. وأكدت مصادر عليمة أن سائق السيارة كان في وضع مخمور، وهو ما أدى إلى فقدانه التوازن والسيطرة على السيارة التي صدمت الشبان الذين كانوا يحتفلون بفوز الفريق الوطني. وسجلت أكثر من 5 حالات جروح بسيطة في صفوف المحتفلين، ناهيك عن عشرات الإغماءات بالمقاهي العمومية والمنازل. وذكر أن مناصرا آخر من حي جبل الجرف صب قارورة ماء معدني باردة على جهاز التلفزيون لحظة تسجيل الهدف الثالث، ليحترق هذا الجهاز ويتصاعد منه الدخان. وعرفت مدن ولاية تيبازة، ليلة أول أمس، حوادث جسمانية نتج عنها إصابة ما لا يقل عن 15 شخصا من الشباب الذين خرجوا للاحتفال بالفوز؛ حيث أصيب ثلاثة شبان بمناصر، بالجنوب الشرقي لمقر الولاية، بجروح متفاوتة، منهم قاصر تعرّضت ساقه للكسر، فيما مرت عجلة سيارة على كتف أحد المحتفلين دون أن تصيبه بأضرار بليغة. بينما سجلت بلدية سيدي اعمر المجاورة حـوادث مماثلة كانت وراء إصابة البعض.
ولم تخل أجواء الاحتفالات ببواسماعيل من الحوادث، وسجل بها إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة إثر اصطدام سيارتين من نوع ''رونو'' وأخرى من نوع ''تويوتا'' بالواجهة البحرية بعد فقدان سائقيها السيطرة في غمرة الفرحة. كما عرفت المدينة شللا في حركة المرور لفترة زمنية معتبرة بعد خروج المناصرين إلى الشوارع للتعبير عن فرحة الفوز، وأدت هذه الأجواء إلى إصابة شابين إثر سقوطهما من سيارتين. كما كشفت مصالح الحماية المدنية بالبليدة عن تسجيل 100 ضحية بين أنصار ''الخضر'' خلال المباراة؛ حيث تعرّض هؤلاء لإصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مستشفى فروجة والغابور وفرانس فانون بالبليدة. وسجلت نفس المصالح العديد من حالات الإغماءات نتيجة الاكتظاظ الذي عرفته مدرجات الملعب ابتداء من الساعات الأولى من صباح يوم المباراة، التي تخللتها بعض أعمال التخريب؛ حيث تعرضت حديقة مفترق الطرق وسط حي كريتلي مختار إلى أعمال تخريب السياج المحيط وكذا المساحة المزروعة.
وكشفت جولة صحفي التي امتدت إلى ساعة متأخرة من تلك الليلة التاريخية في كل أحياء مدينة تبسة، كنا نتجول على متن سيارة سياحية للمناصر المعروف في الأوساط الرياضية وشة ''ياماها تبسة''، شباب وأطفال، كهول وشيوخ، صنعوا فرحة ثانية بتبسة. ظلام الليل تحوّل إلى نهار من أيام الربيع.. أضواء كاشفة ونجوم في كل مكان، استعملت قارورات المبيد وأعواد الكبريت والبارود والمفرقعات في جو من الفرحة لم يعهده الشعب الجزائري منذ عشريتين. الراية الوطنية زيّنت كل المحلات والشوارع.. زغاريد النساء والطالبات الجامعيات تعالت من شرفات الغرف والعمارات ورقصات الشباب دامت إلى صبيحة أمس الاثنين.