قد يبدو العنوان غريبا وفي غير محله، ولكنها الحقيقة التي تتأكد عند كل انتصار كبير للخضر إلا إننا لم نحفظ الدرس، ولم نستوعب العبر ولم نستثمر في مثل هذه الإنجازات، فهل نفعل هذه المرة ? وكيف ? ما حدث في الجزائر قبل وبعد مباراة مصر على المستوى الشعبي والتجاوب الجماهيري الذي لقيه منتخب كرة القدم لا يعادله سوى تجاوب الجزائريين مع ثورة التحرير المجيدة, لا أريد العودة إلى سيناريو المباراة ولا أريد التطرق إلى حظوظنا في التأهل إلى المونديال لأن المشوار لايزال طويلا وشاقا ، ولكنني أردت أن ألفت النظر إلى ما فعلته كرة القدم بالمنتخب الوطني والجزائريين لا يفعله أي حزب سياسي ولا أي طرف مهما كان سحره ومفعوله .. - هل نترك الفرحة تمر ونبقى نتفرج حتى تضيع فرصة أخرى لتوطيد هذه اللحمة بين الجزائريين ? - هل ندرك بأن انجازا من هذا النوع يحررنا من عقدة النقص والانهزامية ويمنح لأبنائنا ثقة في النفس تنعكس على كل جوانب الحياة ? - هل ندرك أيضا بأن هذا الفوز وتجاوب الجماهير معه يزرع ثقافة الانتصار عوض الانكسار، والتفاؤل عوض التشاؤم، والافتخار والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن . إننا مطالبون على الأقل باحترام كل هذه المشاعر التي عبر عنها الجزائريون وتقديرها حق قدرها من خلال تقدير وتدعيم كل جزائري مبدع ومثابر ومتألق ليس فقط في مجال كرة القدم والرياضات الأخرى، ولكن في كل المجالات. إننا مطالبون بتأطير وهيكلة هؤلاء الشباب من خلال تدعيم منتخب بلادهم وتحفيزهم على الالتفاف حوله وتوعيتهم بضرورة حب الوطن وتقديس الجهد والعمل من أجل الوصول إلى المبتغى , اننا مطالبون بالإبتعاد عن الإستغلال السياسي لمثل هذه الانتصارات والذي لم نجني منه سوى النفاق والابتزاز ومطالبون بالاستثمار في مشروع اكبر من كل الاحزاب في الجزائر. ان التأهل الى المونديال لن يكون نهاية العالم ولاينبغي أن يكون غايتنا الوحيدة ، بل يجب أن يكون بداية عهد جديد لا يتمنى فيه الشباب الجزائر يمغادرة بلاده حراقا ويفتخر ويعتز بوطنه ويستخلص الدروس من انكساراته وانتصاراته ويشعر خاصة بأن الجزائر تسعد بسعادته وتتحسر على تعاسته,اننا مطالبون بتوسيع رقعة هذا العشق والحب ليشمل قلوب كل الجزائريين ويغمرها بحبنا لبعضنا البعض وحبنا لوطننا .
المقال لحفيظ دراجي