رغم خروج الرئيس نيكولا ساركوزي من المستشفى بعد ليلة قضاها في فال دوغراس ، إلا أن الفرنسيين يظلون قلقين وغير واثقين في التقارير الرسمية حول الحالة الصحية لرئيسهم ، باعتبار أن صحة الرؤساء في فرنسا أمرا بالغ الحساسية.
بل أن السلطات تتكتم على الحقائق عكس الولايات المتحدة مثلا ،حيث أن كشف مرض الرؤساء أمرا إجباريا مهما كانت طبيعة المرض.
وما يزال الفرنسيون يتذكرون جيدا تكتم السلطات على مرض الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران ،حيث كان قد أصيب بمرض السرطان بعد وقت قصير من انتخابه رئيسا عام 1981 ولكن هذه المعلومة ظلت طي الكتمان ولم يتم الكشف عنها إلا في عام 1992 .
وأورد بيان لقصر الاليزيه أمس الاثنين أن الوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس نيكولا ساركوزي الأحد بينما كان يمارس رياضة الجري في حديقة قصر فرساي "لا سبب لها ولا عواقب لها على القلب" . وأوضح البيان "أن التشخيص يدل بالتالي على أنها حالة دوران ناجمة عن إعياء شديد يضاف إليها حرارة الطقس المرتفعة دون أن يفقد الوعي وكل ذلك مرتبط بالجهد الكبير الذي يقوم به". وأشار إلى أن الأطباء أوصوه "بفترة راحة من بضعة أيام".
وقد أرجأ ساركوزي "54 عاما" زيارة كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى غرب فرنسا ،ولكنه قرر ترئس آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل العطلة الصيفية غدا الأربعاء. كما قطع رئيس الوزراء فرانسوا فيون عطلة نهاية الأسبوع وعاد إلى باريس.
وتعهد الرئيس الفرنسي الحالي مرارا بنشر تقارير دورية عن حالته الصحية، ولكنه لم يكن شفافا حول هذا الموضوع مع الشعب الذي انتخبه ، فبعد خمسة أيام على تسلمه مفاتيح الاليزيه في 16 ماي 2007، نشرت الرئاسة تقريرا موجزا عن الحالة الصحية للرئيس، أكدت أن الأخير "أهل" لممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية، ولكن الفرنسيين اصطدموا لما كشف كتاب نشر في جانفي 2008 يفيد بأن نيكولا ساركوزي خضع قبل شهرين ونصف الشهر لـ"جراحة بسيطة" في الحلق، أبقيت طي الكتمان. ولاحقا أكد الاليزيه أن الرئيس ادخل المستشفى لفترة بسيطة لعلاجه من "خناق صدري". ولم ينشر الاليزيه في 2008 أي تقرير عن الحالة الصحية للرئيس بعدما كان قد نشر في جويلية الماضي تقريرا أكد فيه أنه ـ أي الرئيس ـ خضع لفحوصات شملت القلب والشرايين والدم وجاءت نتائجها "طبيعية".