اكدت الدكتورة دليلة واعلي آيت كاكي المختصة في علم التغذية أن اعتماد الجزائريين عادات أكل خاطئة من شأنه أن يضر بصحتهم. مضيفة أن 26 بالمائة من وفيات الجزائريين مردها إلى مشاكل صحية انجرت عن أمراض القلب والشرايين والسكري، وأن 16 بالمائة من تلك المشاكل الصحية مردها سوء نظام التغذية المعتمد عند غالبية الجزائريين.
يظهر أن السمنة التي اعتبرتها منظمة الصحة العالمية وباء عالميا يهدد صحة الأشخاص عبر مختلف أنحاء المعمورة بات يعني نسبة كبيرة من الجزائريين. والسبب راجع حسب الدكتورة دليلة واعلي آيت كاكي إلى التغير الذي طرأ على النظام الغذائي الذي بات يعتمده المجتمع الجزائري. وعن هذا النظام قالت المختصة في علم التغذية في لقاء مع ''الخبر ''، ''أنه نظام غذائي غير سليم وغير صحي، وإلا كيف نفسر عزوف جزء كبير من الجزائريين عن تناول الخضر بمختلف أنواعها رغم ما لها من فوائد صحية جمة، حيث نجد أن شرائح كبيرة منهم خاصة الموظفين والطلبة الذين يتعذّر عليهم العودة لبيوتهم عند الغداء يتوجهون للأكلات السريعة من ''بطاطا مقلية'' و''شوارمة'' و''بيتزا'' عند الفطور الذي عادة ما يكون بمحلات الأكل السريع، بغض النظر عن الحلوى التي يقتنوها لدى باعة المرطبات خلال فترة الظهيرة، ليعمدوا إلى تناول العجائن في وجبة العشاء ليلا ثم يخلدون للنوم، بالتالي: مرحبا بعشرات الكيلوغرامات؟ وهو ما اعتبرته خللا غذائيا كبيرا''.
عادات الجزائريين في الأكل مصدر عديد الأمراض
أكدت نتائج دراسة أنجزت خلال 2005 حول صحة الجزائريين أن 30 بالمائة منهم يعانون من ارتفاع الضغط الشرياني وأن 26 بالمائة من الوفيات مردها إلى مشاكل صحية متعلقة بداء القلب ومضاعفات السكري وداء ارتفاع الضغط الشرياني. وعن ذات الإحصائيات أضافت الدكتورة واعلي أن 16 بالمائة من الحالات التي تعاني من الأمراض المذكورة سابقا سببها سوء النظام الغذائي المتبع من قبل نسبة كبيرة من الجزائريين والقائم بصفة خاصة على الدهون والسكريات. مضيفة أن أعراض التغذية السيئة ممثلة في ظواهر صحية بات يشكو منها كثير من الجزائريين والممثلة في ارتفاع نسبة ''الكولسترول'' في الدم إلى جانب ''التري قليسيريد''، ناهيك عن أمراض أخرى تصيب الشخص الذي يشتكي من السمنة حيث يصاب بداء الاعتلال المفصلي ''أرتروز'' نتيجة تآكل الغضروف لديه بسبب ضغط الوزن الكبير.
لكن يظهر أن صحوة صحية سجلت ظهورها خلال السنوات الأخيرة عن الجزائريين ويكفي أن تمر نهاية كل أسبوع أو حتى خلال أواخر الأيام العادية عبر غابة بوشاوي غربي الجزائر العاصمة أو عدد من الأماكن المفتوحة، لتلاحظ الكم المعتبر من الجزائريين الممارسين للرياضة وعلى رأسها المشي في مثل تلك المساحات. وعن هذه العادات السليمة أكدت لنا اختصاصية علم التغذية أنها بادرة خير للحفاظ على الصحة عند عينة من الجزائريين وأملها أن تعم لتشمل كل الجزائريين أو جزءا معتبرا منهم على الأقل، مضيفة أن ما تلحظه من إقبال على عيادتها بسبب تصحيح نظام الغذاء اليومي مؤشر إيجابي لثقافة غذائية سليمة.
قائمة انتظار حتى شهر سبتمبر والغرض صحي
يظهر أن الوعي الصحي لدى عينة من الجزائريين بات ملحوظا في الآونة الأخيرة. ودليل ذلك الإقبال الملحوظ لكثير منهم على عيادات اختصاصيي التغذية وكذا صالات الرياضة. وعن هذه الفكرة أكدت لنا الدكتورة واعلي أن بدايات تعاملها مع الجزائريين والنساء بصفة خاصة كان لغرض تجميلي، حيث كانت أغلبية قاصداتها يعمدن للتخلص من الوزن الزائد طلبا للجمال رغم أن هدفها من ممارسة اختصاصها طبي محض. لتضيف أنها لم تكن ترجع قاصديها من طالبي جمال الجسد لكن كانت في المقابل تحرص على متابعة الحالات الصحية، وحاليا تقول محدثتنا باتت 07 إلى 08 من قاصدات العيادة غرضهن صحي محض. وهو ما تعتبره صحوة صحية عالية المستوى .
وأشارت ذات المتحدثة أنها تتعامل مع اختصاصي في علم النفس، وهذا لأن 50 بالمائة من حالات السمنة التي تستقبلها سببها مشكل نفسي. وهؤلاء يتم علاجهم مما هم عليه أو ما يدعى في علم النفس بالاختلال في التوازن الغذائي.