لعيد.. إذا كان العيد السعيد بين ظهرانيكم ، فعلموا أولادكم فلسفة العيد في شرعنا الأغر، علموهم أنهما عيدان فقط ولا ثالث لهما ، وقد جعلهما الله مكافأة للعباد بعد قيامهم بأعمالٍ تعبديةٍ يستحقون عليها الجائزة .
علموهم أن عيد الفطر سُميَ بيوم الجوائز ، لأنَّ العامل إذا فرغ من عمله كوفئ على قدر جهده ، وصائم رمضان وقائم لياليه بالتلاوة والذكر بذل في هذا الشهر جهداً مضاعفاً يفوق بذله في سائر الشهور ، لذلك استحق الجائزة من الكريم سبحانه.
وكذلك الحال في عيد الأضحى ، لأن الحاج يكون قد بات في ( منى ) و وقف على صعيد عرفات ، وفارق الأهل والوطن وسهر ليله بالدعاء والاستغفار ، فاستحق المغفرة والخروج من الذنب كيوم ولدته أمه .
علموهم وأنتم غادون إلى صلاة العيد أن المسلمين في هذه الدنيا قوة لا تقهر إذا وحَّدوا كلمتهم ، وطرحوا خلافاتهم جانباً ، و وطَّدوا صِلاتهم بربهم .
علموهم وأنتم تكسونهم الثياب الجديدة أنَّ في الأمة أطفال مثلهم لا يجدون ما يسترون به عوراتهم أو ما يرتدونه في مثل هذه الأيام .
علموهم و أنتم تطربون لنداءاتهم ( بابا ) أن هناك في الأمة أطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم وحُرموا هذا النداء العذب في مثل هذا اليوم فضلاً عن بقية الأيام .
علموهم و وجِّهوهم وأنتم تغدقون عليهم الأموال في صبيحة العيد كيف يصرفونها ، أو كيف يستثمرونها بالصدقات والهبات وألاّ ينسوا أنَّاتِ الثكالى والمحرومين .
علموهم الرفق والتسامح والشعور بآلام الآخرين وأوجاعهم . علموهم كيف يكون المسلمون جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ...
علموهم كل ما يقربهم من الله ، ليكونوا بحق شباب الغد المنتظر .