كيف تقضي على قلق الإمتحانات
عندما تبدأ فترة الاختبارات في كافة المراحل الدراسية، يظهر إلى السطح القديم الجديد، وهو القلق والتوتر عند الطلاب والطالبات. شبكة (الإسلام اليوم) قررت مشاركة هؤلاء الطلاب هذه المرحلة، من خلال الاطلاع على هذه القضية واكتشاف سبب هذا القلق، وكيفية علاجه، بالإضافة إلى تقديم النصائح لهؤلاء الطلاب ليكون هذا العام خيراً وبركة عليهم جميعاً، هذا الحوار مع أنور علي البرعاوي الحاصل على ماجستير في الصحة النفسية، ومحاضر في قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية ومدير مركز الإرشاد النفسي بالجامعة.
لماذا يشعر كثير من الطلاب بالتوتر بمجرد قرب الاختبارات؟
من الجميل أن يشعر الطلاب بالقلق والتوتر من الاختبار، فهو دليل على الاهتمام وصدق من قال "همك مما أهمك"، لكن حقيقة ينبغي ألاّ يزيد هذا التوتر عن حده؛ لأن قليلا منه يؤدي إلى استنهاض الهمم واستفزاز الطاقات، والى الاستعداد النفسي لبذل الجهد والتحصيل، لكن إذا زاد عن حده يؤدي إلى بعثرة الأوراق، وقعود الهمة والى تحطيم الإرادة، والأسباب التي قد تحمل الطلبة على هذا التوتر نتيجة أمرين:
الأول: هو حب الطلاب المهملين للنجاح، والذين استيقظوا عندما اقترب الاختبار مما يشعرهم بالتوتر.
الثاني: المتفوقون وهم قلقون على التفوق وليس مجرد النجاح.
وننصح الفريق الأول أن يرتب أموره من بداية العام، والفريق الثاني عليه أن يثق بنفسه أنه قادر على تحقيق التفوق طالما أنه استعد الاستعداد اللازم.
وكذلك نقول للطلاب من بداية العام: يجب أن يكون لديكم خطة، وصدق من قال: "إذا لم يكن لديك خطة فأنت جزء من مخططات الآخرين".
من المعلوم أن التوتر يكون سلبياً إذا زاد عن حده، كيف يمكن تخفيف حدة هذا التوتر؟
للقلق مظاهر، هذه المظاهر تشتعل نيرانها معبرة عن ذاتها بأبعاد فسيولوجية، من حيث اضطراب في الغدد واضطراب في التفكير واضطراب في الجهاز العصبي، كذلك قد يظهر على صحته، والشعور بالإرهاق والأرق، فلابد هنا من وضع خطة للمواجهة في حال حدوث ذلك.
التربويون وعلماء النفس ينصحون بالعديد من الوسائل للخروج من هذه الأزمة، وكلها تركز على استبعاد الموضوع المسبب للقلق والتوتر من دائرة التفكير، أي من دائرة الشعور، لذلك هناك خطان رئيسان في إدارة هذه الأزمة:
الأول: تتمثل في البعد المعرفي، أولاً عليه أن يحدد السبب الحقيقي للتوتر، إذا كان يخشى من عدم تحقيق أهدافه أو يتوهم أنه نسي ما تم حِفْظه واستيعابه فيلجأ إلى مسك ورقة وقلم، ثم يسرد الأفكار والعناوين الرئيسة للمحتوى الدراسي في كل مادة، وحينها يسترجع الخطوط العريضة، وليكن من خلال فهرسة الكتاب، هذا يعطيه ثقة أنه ليس ناسياً، وأن قدراته بخير، وهذا يمنحه الاطمئنان.
الثاني: هو بعد سلوكي، أي عملي أي عندما يتعرض للقلق والتوتر يلجأ إلى أخذ نفس عميق، وهو عبارة عن شهيق يأخذه بالتدريج وبعمق، وليكن مثلاً على عشر مراحل، ثم عندما يضيق الحجاب الحاجز، وتنتفخ الرئتان عليه كتم النفس، ثم يخرجه عن طريق الزفير بنفس الدرجة، ويؤكد الفسيولوجيون أن هناك خلايا مهددة بالموت بين الحجاب الحاجز البطني والصدري، وبمجرد دخول الأوكسجين لها ينعشها ويعيد لها الحياة -بإذن الله- مما يكسب البدن القوة، وطبعاً الاختبار بحاجة إلى بدن مرتاح وقوي.
وهناك طريقة أخرى ممكن أن يفعلها الطالب، وهو على مقعد الاختبار، وهو ما يسمونه بالاسترخاء، أي يقبض يده اليمنى ثم اليسرى ثم القدمين ثم العنق ثم الكتفين وبقية أعضاء الجسم لمدة خمس دقائق ثم يسترخي، ويبقى على هذا الحال إلى أن يذهب القلق، وهذا يصرف التفكير عن الموضوع الباعث للقلق.
أين دور الأهل في هذه المرحلة؟
دور الأهل أساسي وخطير، وهو لا يبدأ فقط من أيام الاختبارات، تفوّق الأبناء ليس نتيجة جهد طرف واحد، وإنما مجموعة من الأطراف: الأبناء والآباء والمعلمون والمجتمع، ننصح الآباء أن يكون لديهم البرمجة اللغوية العصبية، فبدلاً من أن تدعو الأم على ولدها أن تدعو له، بدلاً من أن تقول له: يا فاشل قل له: يا متفوق، وقد أمرنا النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- أن ننادي الآخرين بأحب أسمائهم، وهذا يؤدي إلى برمجة لغوية عصبية، وقد كان النبي يغير أسماء بعض الصحابة لتأكيد الإيحاء الإيجابي لدى الفرد.
على الأهل:
أولاً: أن يكرسوا مفهوم ذاتٍ إيجابياً قوياً متقدماً في أبنائهم.
ثانياً: أن يوفروا الجو المناسب للاختبارات، وهذا من خلال أمرين:
- توفير الهدوء.
- توفير الغذاء.
والابتعاد عن الأغذية التي تؤدي إلى النسيان، مثل الأطعمة الحارة.
هل من أطعمة معينة يفضل الإكثار منها في فترة الاختبارات؟
يكثر من شرب عصير الليمون، لأنه ينشط الدورة الدموية، وعندما يشعر الطالب بالإرهاق عليه أن يكثر من شرب الحليب، وان يتناول السكريات الطبيعية، مثل التفاح، وأن يبتعد عن الصناعية، مثل البقلاوة والكيك، والإمام برهان الدين الزرنوجي -رحمه الله- كان ينصح بتناول (21) عيب عليكيبة حمراء على الريق ، وهذا المقدار فيه من السكر ما يعطي الإنسان الطاقة المطلوبة. كذلك هناك نقطة خطيرة، القلق قد يكون متعلّماً،؛ فالأم التي تشعر بالقلق والانهيار أمام ابنها، وكذلك الأب ينقلان العدوى لأبنائهم حتى إن كانوا واثقين من أنفسهم؛ لأن قلق الآباء ينعكس سلباً على الأبناء، فليكن الآباء على درجة من الصلابة، وبعث القوة في أبنائهم.
ما هي الأوقات والأماكن المفضلة للدراسة، وهل يفضل الدراسة في الأماكن المفتوحة؟
الوقت الأنسب للدراسة هو ذلك الوقت الذي يكون فيه الطالب مرتاح بدنياًَ ومهيّأً نفسياً وعقلياً مهما كان ذلك الوقت، أما بالنسبة للأماكن فهناك طلاب يحبون الدراسة في الليل فليكن، وهناك من يحب الدراسة في الفجر فليكن، فكل إنسان له طبيعة، وقد يكون للتعود والظروف علاقة بهذا الأمر، بعض الطلاب يدرسون وهم يفتحون المسجل على القرآن الكريم، وهناك من يميل إلى القراءة في الحديقة، وهناك من يقفل الغرفة، لابد من مراعاة أمرين هنا:
- أن يكون المكان صحياً.
- وأن يوحي بالمذاكرة، فمثلاً لا يصح أن يكون مكان الدراسة هو فراش النوم.
ولا بأس من تحديد وقت للدراسة، كأن يقول سأبدأ من الساعة كذا وسأنتهي عند الساعة كذا. ويرتبط بهذا الأمر معيار مهم يتعلق بالنتيجة، من حيث كم وكيف التحصيل الذي حققه الطالب، سواء في مكان مغلق أو مفتوح، لا ضير في ذلك مادام يراعي الشروط الصحية من تهوية وإضاءة.
هل يُفضّل أن يبدأ الطالب بمادة إلى أن ينهيها أم يتنقل بين المواد حتى لا يشعر بالملل؟
هذا الأمر يتوقف على عدة أمور:
الأول: كل مادة لها طبيعتها المختلفة، فمثلاً في المواد الرياضية لا يستطيع أن يقرأ جزءاً ويترك الآخر، لأنها مرتبة منطقياً وبشكل متسلسل تعتمد على بعضها البعض، ولا يمكن أن تكتمل حلقات التفكير إلا باكتمال دراسة الموضوع، وهنا تتم دراسة الموضوع بالكامل. بينما في الموضوعات الأخرى يُفضّل التنويع مع الدراسة الموزعة، بمعنى: يدرس الطالب ساعة في مادة الجغرافيا، وساعة في مادة المنطق، ثم اللغة العربية؛ لأن تضخم المعلومات يؤدي إلى تداخلها، مما يعني أهمية وجود فواصل بين هذه الموضوعات، وهو ما يحول بين وجود الكف اللاحق أو الكف الراجع، وهو تداخل المعلومات مع بعضها البعض، كذلك يكافئ الطالب نفسه بعد كل جولة، فإذا قررت مثلاً دراسة اللغة العربية لمدة ساعتين، فيفضل بعد أن أدرس بعمق واستيعاب أعطي لنفسي مكافأة، مثلاً أتناول فاكهة أو أتحدث مع أحد الأصدقاء، أو أتنزه لمدة (10) دقائق مثلاً، وهذا يعطي حيوية للطالب.
هل يستحسن أن يمارس الطالب نوعاً من الرياضة؟
كلما شعر الطالب بالملل يواجهه بنشاط، ولكن يجب ألاّ يكون عنيفاً، وألاّ يكون مرهقاً، وألاّ يكون معطلاً للطاقة، هي عبارة عن تمرينات بسيطة: التنفس، المشي، تحريك اليدين والقدمين، الهدف من ذلك تجديد الحيوية.
نلاحظ كثيراً من الطلاب بعد الاختبارات يلتقون ويتناقشون في الأسئلة، فيكتشف بعض الطلاب أن لديهم أخطاء، مما يؤثر على نفسيته وقد ينعكس ذلك على المادة اللاحقة. كيف تنظر إلى هذه العادة؟9
هذه عادة مستشرية، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية، على الطالب أن يناقش زميله قبل الاختبار، وليس بعده مادام أخذ بالأسباب وقدم الاختبار، لذلك فليترك النتائج على الله، نحن بحاجة إلى فن إدارة الذات، أعرف ما هي مكوناتي، فأنا إنسان أتأثر، ولي مشاعر وأحاسيس، في الاختبار عليك أن تبتسم مهما كانت الظروف، وألاّ يكون عدم التوفيق في مادة معينة مؤثراً على بقية المواد، فكما قال الشاعر:
قلت ابتسم قال جرعت العلقم
قلت ابتسم وإن جرعت العلقم
قال: الليــالي جرّعتني علقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
اعرف انه لايحق لي ان اطلب بتثبيت هذا الموضوع او ذاك ولكن همي الوحيد هو مساعدة كل من سيتقدم لامتحان يجتازه لذلك فان كان هذا الموضوع يستحق ذلك فاعلم ان المشرفين سيقومون بالواجب فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته