المشاكل موجودة.. لكن التخريب ليس الحل
الجزائريون يثورون على دعاة ثورة 17 سبتمبر
لقّن الجزائريون، على اختلاف مشاربهم وشرائحهم وأفكارهم وتوجهاتهم دعاة الفتنة و"التخلاط" ومروجي "ثورة 17 سبتمبر" المزعومة درسا في الوطنية والوعي والحكمة، حين ثاروا على نداءاتهم التخريبية، وأكدوا أنهم غير مستعدين لتخريب بلادهم، وأن المشاكل الموجودة تُحل بطرق أخرى غير الفوضى والشغب والتظاهر بطريقة غير مرخصة.
وعلى عكس ما كان يتوقعه ويأمله دعاة "ثورة 17 سبتمبر" التي خططت لها جهات مشبوهة من خارج البلاد، لم يتجاوب الجزائريون، شبابهم وشيوخهم، رجالهم ونساءهم، مع دعوات "التخلاط"، بل على النقيض من ذلك تصدوا لها بكل ما امتلكوا من وسائل، وتحولت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت والمنتديات الإلكترونية إلى ساحة للثورة الجزائرية على دعاة ثورة 17 سبتمبر الذين صعقهم رد الفعل الجزائري، فلم يجدوا سوى الاختباء خلف أسماء وهمية، منتحلين صفات غير صفاتهم، ما يدل على جبنهم وسوء نواياهم.
هكذا رد الجزائريون على "ثوار الوهم"
"يوم 17 سبتمبر ارفعوا العلم الجزائري يا أولادي فوق كل الشرفات.. وقولوا للأعداء نحن نحب بلادنا ولا نخربها بأيدينا.. ونقول بصوت عال لا للمؤامرة الصهيونية.."
هذه العبارة رددها الجزائريون كثيرا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، ووصلت حماستهم في الرد على دعاة الفتنة حد تأسيس ما سُمي بجيش جبهة التحرير الوطني الفايسبوكي الجزائري الذي تعاون مع أصحاب مبادرة صفحة "أخطونا يا العرب الجزائر راهي بخير"، وصفحات أخرى كثيرة للرد على "ثوار الوهم" الذين أرادوا اختزال الجزائر كلها في بعض المشاكل منكرين كل الإنجازات والإيجابيات المسجلة، محاولين إثارة الفتنة بين شباب أثبتوا أنهم أكثر حكمة ووعيا من "الخلاطين" الفاشلين الذين لم يمتلكوا حتى الجرأة للإفصاح عن هوياتهم، ومنهم من تحدث بلهجة غير اللهجة الجزائرية، مما يبيّن أن بعض أشباه العرب، من عملاء اللوبي الصهيو ـ الصليبي يزعجهم استقرار الجزائر ويسعون في خرابها، وهو ما تفطن لهم شباب الجزائر، وردوا عليه بقوة سواء من خلال الأنترنت، أو من خلال الأحاديث اليومية التي تجمع الجزائريين وتكشف مدى وعيهم الكبير.
ووجب التنويه هنا إلى أن الانفتاح الكبير الموجود في الجزائر، وحرية التعبير المتاحة في كل مكان، وغياب الرقابة على ما يُنشر في الأنترنت قد ساهم في سهولة التواصل بين الجزائريين، وتوعية بعضهم بعضا بخطورة ما تحيكه بعض الأطراف الخبيثة في الظلام..
هذه هي الثورة التي يريدها الجزائريون
"نعم لثورة في الجزائر... ضد الكسل والتفنيين ... ضد اللامبالاة.... ضد الفوضى في الطرقات... ضد لا احترام القوانين .... ضد الأنانية... ضد السكوت عن المنكر...ضد تخريب الأملاك العامة والخاصة ... ضد التواكل... ضد المخدرات وجميع الرذائل ....ضد الحقرة والفساد .. . ضد احتقار المواطن لأخيه ... ضد التستر على الجرائم والفضائح من دون تمييز ... ضد استغلال الأملاك العامة للأغراض الخاصة ... صد الطمع والطاعون ... ضد كل من تسول له نفسه المساس بالجزائر والجزائريين"..
هذا ما كُتب على صفحة "جيش جبهة التحرير الوطني الفايسبوكي الجزائري" الإلكترونية، فمن قال أن الجزائريين لا يريدون ثورة؟.. لكنها بالتأكيد ليست مثل ثورات الناتو وقنوات "الهف"!..
الثورة التي يريدها الجزائريون هي ثورة تنموية، وثورة ضد العقليات الرديئة التي تسمح لصاحبها بأن يغلق الباب في وجه أخيه، ويمارس البيروقراطية المقيتة في وجه أخيه.. ثورة لتحسين أوضاع العباد والبلاد بطريقة هادئة وحضارية.
فاشلون يدعون لثورة من أجل النجاح..
من غرائب "التخلاط" في الجزائر أن بعض الداعين للتغيير الجذري بدعوى تحسين أوضاع البلاد والعباد قد سبق لهم تقلد مناصب مسؤولية رفيعة جدا وبرهنوا على فشلهم، ويعرف الشعب جيدا محدودية قدراتهم في التسيير، ويدرك أنه لا خير يمكن أن يُرتجى منهم.
بعض هؤلاء سبق لهم أن جلسوا على كرسي رئيس الحكومة، وقادوا البلاد إلى شفا الهاوية نتيجة سوء تسييرهم، وبعض هؤلاء كانوا وزراء في حكومات سابقة، وقادوا القطاعات التي أشرفوا عليها إلى الهاوية، ومع ذلك يمتلكون من الوقاحة ما يجعلهم يعلنون عن تنظيم ندوات ولقاءات لبحث سبل التغيير العميق في البلاد، وكيفية تحسين أوضاع المواطنين الذين كثيرا ما اشتكوا من هؤلاء الفاشلين الذين يدعون اليوم إلى ثورات من أجل النجاح.
سفيان عبد الجليل